تنظم مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، يوم غد، فعاليات المؤتمر السعودي الدولي للحوسبة فائقة الأداء، والمعرض المصاحب، بمشاركة عدد من المتخصصين من داخل المملكة وخارجها، وذلك في قاعة المؤتمرات بمقر المدينة. ويهدف المؤتمر الذي يمتد لمدة ثلاثة أيام، إلى تعزيز التعاون بين الباحثين في المملكة، في مجال الحوسبة فائقة الأداء، وإيجاد فرص جديدة للتعاون بين المطورين لهذه الصناعة والجهات المستفيدة، إضافة إلى مواكبة التطور الذي تشهده المملكة في هذه الصناعة وتكوين هوية عالمية ناشئة للمملكة في هذا المجال. ويركز المؤتمر على تطبيقات الحوسبة فائقة الأداء في أربعة محاور هي الأمن والدفاع، والمعلوماتية الحيوية، والأرصاد الجوية، والنفط والغاز. ويعد المؤتمر الحدث الإقليمي الأبرز في مجال الحوسبة فائقة الأداء، حيث يلتقي الباحثون وقادة الصناعة والمطورون لمناقشة التحديات والتطورات في هذا المجال. ويضم البرنامج العلمي للمؤتمر في يوميه الأول والثاني، محاضرات يلقيها نخبة من المتحدثين في مجال الصناعة والأبحاث، فيما تقام في اليوم الثالث ورشة عمل تدريبية، ويصاحب برنامج المؤتمر معرض تبرز فيه الشركات آخر ما توصلت إليه من منتجات في مجال الحوسبة فائقة الأداء. وتمتلك الحاسبات فائقة الأداء قدرة عالية على معالجة البيانات، وسرعة في القيام بالعمليات الحسابية على مجموعة كبيرة من البيانات، على عكس الحاسبات العادية مثل الشخصية أو حتى الخوادم البسيطة، حيث تتكون الحاسبات فائقة الأداء من معالجات وذاكرات الوصول العشوائية «الرام» بأعداد كبيرة. ويوجد عدة طرق لتكوين هذه المجموعات من الحاسبات، وتصنف هذه الطرق تحت منهجين: الحوسبة الشبكية، والحاسبات العنقودية، حيث تكون الحاسبات في الحوسبة الشبكية موزعة أي أنها موجودة في أماكن جغرافية متفرقة، وعادة ما تكون الحاسبات في هذا النوع مختلفة بشكل كبير، مثل اختلاف أنظمة التشغيل المستخدمة، وتستخدم طرق مختلفة للتوصيل بين أجزاء الشبكة، وأشهر تلك الطرق هو استخدام شبكة الإنترنت لربط الأجهزة بداخلها، وهذا النوع غالباً يستخدم لمهام معينة ومحدودة، أما الحاسبات العنقودية فغالباً ما تكون في مكان جغرافي واحد، وتتصل ببعضها البعض بكابلات «أسلاك» عالية السرعة، وبدأ التركيز على هذا النوع من الحاسبات في الآونة الأخيرة. وتكمن الفكرة خلف استخدام الحاسبات فائقة الأداء في توزيع المهام الحسابية على عدد كبير من المعالجات في الوقت نفسه بدلاً من انتظار معالج واحد لوقت طويل نسبيّاً لإنهاء مهامه. وتستخدم الحاسبات فائقة الأداء بشكل رئيس في المجالات التي تتطلب القيام بعمليات حسابية كبيرة، وخاصة في البحوث العلمية، وغالباً ما تكون مطلباً رئيساً في مجالات معالجة وتحليل البيانات الكبيرة جدّاً، أو في المحاكاة والنمذجة. وتشمل استخدامات الحاسبات فائقة الأداء استكشاف الغاز والنفط، وأبحاث المناخ، وتوقعات الطقس، والفيزياء الكمية، والأبحاث النووية، وأبحاث الفضاء والفلك مثل محاكاة حركة الأجرام السماوية، وتصميم السفن الفضائية، كما تستخدم في المساعدة على تصميم وتحسين المنتجات الآلية مثل السيارات والسفن والطائرات والقطارات، والأبحاث الحيوية والطبية مثل تصميم عقاقير جديدة، والأبحاث الجينية، وغيرها من المجالات المتعددة. يذكر أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية قامت ببناء أول حاسب فائق الأداء في المملكة «سنام» بالتعاون مع الشريك الألماني كمشروع مشترك بين المملكة وألمانيا ممثلة في كلٍّ من معهد فرانكفورت للدراسات المتقدمة وجامعة جوتة ومركز هلمهولتز الدولي. واحتل الحاسب «سنام» المرتبة الثانية في القائمة العالمية لأكثر الحاسبات كفاءةً في استخدام الطاقة وبقدرة حاسوبية كلية تبلغ 421 ترليون عملية في الثانية وذلك حسب تصنيف (جرين500) الذي ينشر مرتين سنويّاً، كما احتل «سنام» المرتبة 52 في ترتيب الحاسبات الفائقة الأداء العملاقة الخمسمائة المعروفة باسم «توب 500».