لا يجب أبداً عندما نفشل أن ننظر إلى الأسفل تعبيراً عن الألم والندم، لأن ذلك سيكون خنوعاً للفشل واليأس، بل علينا رفع رؤوسنا لنحدق فيما يدور حولنا باحثين عن فرصة جديدة للمحاولة، فترددنا يعيق تحقيق كثير من النجاحات، التي نسعى إليها لتحقيق أهدافنا البنَّاءة، وتموت طموحاتنا إذا لم نمنح أنفسنا الثقة، وننطلق بها، فتجاهلنا فهمَ أنفسنا يجعلنا لا نلتفت إلى طموحاتنا. الثقة بالنفس تمنحها إرادة داخلية، تؤمن بأننا نحن فقط مَنْ يُوجد لأنفسنا السعادة أو الحزن، النجاح أو الفشل، القوة أو الضعف، وأنه إذا كثر الإصغاء إلى المحبطين، فسيسبب ذلك، حتماً، فقدان الثقة بالنفس، فالاستسلام إلى إملاءات الآخرين دون النظر إلى مكامن طموحاتنا، هو بحد ذاته انهيار لاستقلالية الذات، وما يتبع ذلك من سقوط في دوامة التشتت والخنوع والخضوع للفشل. اكتساب الثقة يحتاج إلى إصرار على تحقيق النجاح في ذاتنا، يسانده إيمان بأن الفشل هو البوصلة التي تساعدنا في تحديد المسار الصحيح، ولا يمكن أن ينجح صعودنا دون تعثر، فالسهم يجب أن يرجع إلى الوراء كي ينطلق بقوة، ونحن علينا العودة إلى دراسة أخطائنا لتفاديها عند تحقيق النجاحات، وأن نجادل الذات حول أخطاء ارتكبناها، سواء بقصد، أو دون قصد، وأن نحاسب أنفسنا قبل أن يحاسبنا الآخرون. ولا يمكن أن نتلذذ بطعم النجاح ما لم تُضف إليه نكهة الفشل، لأن الإصرار والتحدي اللذين يقودان الذات إلى النجاح، يُولِّدهما الفشل.