ذات القناة التي اعتمدت برنامجاً ليعرض على شاشتها، وخصصت له وقتاً من بين برامجها، وصرفت على اعتماده مبالغ طائلة هي التي أوقفت البرنامج بعد عرض عدة حلقات ولأسباب لا يعلم منها المتلقي سوى ما تتقاذفه أيدي الشائعات وأقلام التوقعات، وقبلها بفترة حصل الأمر نفسه مع برنامج آخر على قناة الرأي الكويتية، إلا أن الأخير التقفته قناة «أخرى» لاستكمال عرضه بدلاً عن برنامج آخر. المسألة لم تعد تتعلق بتردد وتشتت القنوات في عرض، أو وقف عرض برنامج من برامجها، لكن أليس من المفترض أن تكون القناة على دراية كاملة وإلمام بمحتوى البرنامج وفكرته قبل عرضه على الشاشات؟ وإلا فكيف تم اعتماده؟! أم أن ترْك الأمر في ملعب التجربة هو الديدن. مازالت القنوات الفضائية تحتفظ بمساحتها من عالمنا على الرغم من ازدحام وتزايد وسائل الترفيه والمعرفة حول البشر لكن هذا الازدحام أثر بشكل كبير على محتوى ومضمون البرامج التي تقدم فأصبح بعضها لا يحمل أي صفة جذب للمتلقي لمشاهدته، أو الاستفادة منه، وبعضها الآخر فارغ وتافه وبلا قيمة أو هدف كما حصل مؤخراً مع تلك البرامج التي تم إيقافها. لابد أن يعي القائمون على الإعلام والبرامج الفضائية أن المتلقي لم يعد بسذاجة الماضي وبساطة تفكيره، فلقد أضحى على دراية بما يدار خلف الكواليس، ولم تعد تنطلي عليه ألعاب المواجهات وبرامج المفاجآت، كما تتعدد الخيارات من حوله للترفيه، أو المعرفة، ولذلك فلقد أصبح الوصول إلى جذبه في حاجة إلى أفكار وبرامج ذات محتوى تواكب التطورات من حوله.