خرق الحوثيون وقف إطلاق النار في اليمن بعد ساعات من بدء تنفيذ الهدنة التي اتفق عليها برعاية الأممالمتحدة، وهاجمت ميليشيات الحوثي أمس مواقع لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، في منطقة نهم – شرق العاصمة صنعاء، حسبما أكد موقع المشهد اليمني الإخباري. ونقلت مصادر ميدانية أن الحوثيين يقصفون مواقع للجيش والمقاومة منذ فجر أمس في خرق واضح للهدنة. وأشارت المصادر إلى أن قوات الجيش تصدَّت لهجوم آخر على جبل الهدياني في المديرية وكبدتهم خسائر في الأرواح والعتاد وقتلت أربعة من الميليشيات وأصابت عدداً منهم حسب المصادر. وأضافت المصادر أن قوات الجيش دحرت الحوثيين من مواقع الهجوم وتقدمت باتجاه جبل القانصين بالمديرية، فيما تواصلت الاشتباكات بين الجانبين في ظل تقدم لافت تحرزه قوات الجيش والمقاومة. وكانت قوات التحالف العربي قد أعلنت منتصف ليل الأحد سريان هدنة بطلب من الرئيس هادي قبل أن تخرقها ميليشيات الحوثي بالقصف على الأحياء السكنية في تعز إضافة إلى إطلاق صاروخ باليستي على مدينة مأرب قبل أن تتصدى له دفاعات الجيش الوطني حيث كان يستهدف منشأة صافر الغازية بالمحافظة. كما قصفت ميليشيا الحوثي وصالح، في الساعات الأولى من صباح أمس، مواقع قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، في مديريتي حرض وميدي الحدوديتين بمحافظة حجة، شمال غرب البلاد. وقالت مصادر ميدانية إن ميليشيا الحوثي وصالح قصفت بصواريخ الكاتيوشا فجر الإثنين مواقع الجيش الوطني والمقاومة في مديريتي حرض وميدي، فيما التزمت قوات الجيش والمقاومة بضبط النفس. وأفاد مسؤول عسكري يمني أن وقف إطلاق النار الذي دخل حيِّز التنفيذ منتصف ليل الأحد، صامد على رغم «اعتداءات» يقوم بها المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم. وقال اللواء محمد علي المقدشي رئيس أركان الجيش اليمني «الهدنة لم تنهر، ونأمل أن توقف الميليشيات الاعتداءات وتلتزم بوقف إطلاق النار».». وشدَّد على أن قواته تعمل على «وقف أي محاولة تقدم للحوثيين»، مشيراً إلى أن هؤلاء وحلفاءهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح «خرقوا» وقف إطلاق النار خصوصاً في تعز (جنوب غرب) ومأرب (شرق صنعاء) ومحافظة الجوف (شمال). وأوضح أن المتمردين أطلقوا بعيد دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ منتصف ليل الأحد، صاروخاً من صنعاء، باتجاه مأرب، إلا أنه تم اعتراضه. وأفاد المجلس العسكري المرتبط بالقوات الحكومية في تعز عن تسجيل «12 خرقاً لوقف إطلاق النار» من قبل المتمردين، مشيراً إلى أنه قام بالرد في إطار «الدفاع عن النفس». من جهته أكد مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن طرفي النزاع في اليمن تعهدا باحترام بنود اتفاق وقف الأعمال القتالية وشروطه التي عرضتها الأممالمتحدة ، مذكراً بأن الهدنة يجب أن تتيح وصولاً حراً للمساعدة الإنسانية للمدنيين اليمنيين. وأشاد ولد الشيخ بوقف المعارك السارية في اليمن، وحث أطراف النزاع والمجتمع الدولي على الاستمرار في تصميمهم على دعم الهدنة. وقال في بيان إن هذه الهدنة «أساسية وملحة ولاغنى عنها، ولم يعد بإمكان اليمن السماح بخسارة مزيد من الأرواح»، ووصف اتفاق وقف إطلاق النار بأنه «خطوة أولى في اتجاه عودة السلام إلى اليمن». وفي حال صمد وقف الأعمال القتالية، فإن مفاوضات السلام اليمنية ستستأنف في 18 أبريل في الكويت. وأقر المبعوث بأنه «لا يزال هناك كثير من العمل لضمان احترام كامل لوقف الأعمال القتالية، واستئناف مباحثات السلام في الكويت» معتبراً أنه حان أوان الابتعاد عن الهاوية». وأضاف «الأمر يتطلب تسويات صعبة من كافة الأطراف، وشجاعة وتصميماً للتوصل إلى اتفاق، وأن التقدم المحرز يوفر فرصة حقيقية لإعادة إعمال البلد الذي عانى كثيراً من العنف منذ أمد بعيد».