واصل رئيس مجلس الشورى لقاءاته بكبار المسؤولين في إسلام آباد، وأعلن استعداد المجلس للاجتماع برجال أعمالٍ باكستانيين، مُشدِّداً على الحاجة إلى رفع مستوى العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وبعد اجتماعه برئيسَي الحكومة والبرلمان الباكستانيَّين؛ التقى الدكتور عبدالله آل الشيخ رئيس الجمهورية، ممنون حسين، ورئيس مجلس الشيوخ، ميان رضا رباني، ووزير الخارجية، سرتاج عزيز، كلٌّ على حدة. ولاحظ الرئيس ممنون حسين، وصول التوافق بين الرياض وإسلام آباد إلى حد التطابق تجاه كثير من القضايا والتطورات الدولية. وأبدى ارتياحه لدعوة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى تحالف إسلامي في مواجهة آفة الإرهاب، مُجدِّداً التأكيد على وقوف بلاده مع هذا التحالف، ودعمها الكامل الجهود السعودية في هذا الإطار من منطلق إيمان المسؤولين والمواطنين الباكستانيين بأن أمن وسيادة المملكة من أمن وسيادة بلادهم. وأشار حسين، إلى ما يكنُّه مواطنوه من احترام كبير لخادم الحرمين الشريفين، وتطلُّعهم الدائم إلى ازدهار العلاقات المتميزة بين البلدين. واعتبر أن للمملكة مكانة خاصة في قلوب مواطنيه. اقتصادياً؛ أبلغ الرئيس حسين، آل الشيخ بتعديل بلاده كثيراً من الأنظمة مؤخراً واستحداثها عدداً من التشريعات يصبُّ في صالح دعم الاستثمارات الأجنبية. وتحدَّث عن الأولوية الخاصة للمستثمرين السعوديين للاستفادة من هذه التسهيلات التي تستهدف الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى مستوى العلاقات السياسية والعسكرية المتميزة. وشاركه آل الشيخ بالقول إن الجانب الاقتصادي في العلاقات بين البلدين مازال يحتاج إلى مزيد من الدعم ليرتقي إلى مستوى العلاقات السياسية والعسكرية والثقافية، معلناً ترحيب «الشورى» السعودي بمناقشة هذا الملف مع الجمعية الوطنية الباكستانية «البرلمان». ولفت في الإطار ذاته إلى استعداد «الشورى» استقبال عددٍ من رجال الأعمال الباكستانيين لإطلاعهم على الأنظمة الداعمة للاستثمار الأجنبي في المملكة، والاستماع إلى ما يواجهونه من معوقات وما يحتاجونه من دعمٍ خاص. وعبَّر آل الشيخ، عن تقديره للمشاعر الصادقة التي وجدها والوفد المرافق له من جانب المسؤولين والمواطنين الباكستانيين. وأشار إلى ما لباكستان من مكانة خاصة لدى المواطنين السعوديين «حيث يعيش قرابة مليوني مواطن باكستاني في المملكة، يتمتعون بالأمن والأمان والرعاية التي يستحقونها بصفتهم ضيوفاً أعزاء». وأبان أن المملكة تعيش فترة تحول تاريخية بقيادة خادم الحرمين الشريفين عنوانها العزم والمبادرة، مؤكداً أن الملك سلمان بموهبته في الإدارة التي صقلتها معاصرته 5 ملوك، يقود البلاد نحو آفاق جديدة داخلياً وخارجياً. حضر اللقاء رئيس الجمعية الوطنية الباكستانية، سردار أياز صادق، وعددٌ من أعضائها. فيما حضر من أعضاء مجلس الشورى الدكتور سعد بن محمد الحريقي، والدكتور عبدالله بن حمود الحربي، والدكتور فالح بن محمد الصغير، إضافةً إلى سفير خادم الحرمين الشريفين في إسلام آباد، عبدالله بن مرزوق الزهراني. إلى ذلك؛ بحث آل الشيخ، ورئيس مجلس الشيوخ الباكستاني، ميان رضا رباني، أوجه التعاون البرلماني، وسبل تفعيل دور لجنتَي الصداقة بين البلدين في «الشورى»، و»الشيوخ» لما لها من دور فاعل في دفع أوجه التعاون البنّاء. وسلَّم آل الشيخ، رباني دعوة رسمية لزيارة المملكة. وفي لقاءٍ ثالث؛ استعرض آل الشيخ، ووزير الخارجية الباكستاني، سرتاج عزيز، العلاقات الثنائية بين البلدين، والمواقف المشتركة تجاه عددٍ من القضايا والتطورات الدولية. وأبدى عزيز، ارتياحه لمستوى التنسيق السياسي بين بلاده والمملكة. واستدلَّ باتفاق إسلام آباد التام مع الرياض حيال عديد من القضايا، وعلى رأسها الحرب على الإرهاب، منوِّها بتجربة المملكة في مواجهة الجماعات الإرهابية، وتميُّزها في المعالجة الفكرية للفكر الضال. وقال آل الشيخ، بدوره إن المملكة، وعبر دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى التحالف الإسلامي، انتقلت إلى مرحلة القيادة الدولية في الحرب على الإرهاب، مستعرضاً تجربتها في مكافحة الإرهاب أمنياً وفكرياً.