كشف مدير جامعة الدمام الدكتور عبدالله الربيش، أن كلية الشريعة والقانون في الجامعة، ستعمل على رفع متطلبات القبول في برامج الكلية بما يحقق مخرجات قوية قادرة على الوفاء بمتطلبات سوق العمل، ودعم تغيير الصورة النمطية السلبية عن الالتحاق بكليات الشريعة، مؤكداً حرص الكلية والقائمين عليها على استقطاب وتهيئة نخبة من أعضاء هيئة التدريس، يؤمنون بهذا التوجه، ولديهم القناعة الراسخة بأهميته، وأضاف «محور العملية التعليمية هو الطالب، لكن نجاح المشروع وتحقيقه لأهدافه مرتبط ارتباطاً وثيقاً بعضو هيئة التدريس المتمكن، والقادر على أداء الدور المطلوب منه، ومَنْ لديه الرغبة الصادقة في تسخير وقته وجهده لهذا العمل الجليل». جاء ذلك في كلمة له خلال افتتاحه ورشة العمل الأولى لكلية الشريعة والقانون التي استضافتها الجامعة في القاعة الرئيسية بالمكتبة المركزية في المدينة الجامعية، بعنوان «مصفوفة الكفايات لكلية الشريعة والقانون»، بحضور عميد الكلية ورئيس اللجنة التأسيسية الدكتور عبدالواحد المزروع. وقال الربيش: إن المؤمل في خريج الكلية الشرعية أن يرتقي إلى المستويات العليا وصولاً إلى إنتاج المعرفة، لا أن يعيش جدلاً داخل المستويات الدنيا من التحصيل المعرفي. وتابع «نأمل أن تتبع الكلية منهجية في التعليم والتعلم، تخرج عن نمط الحفظ والاستظهار، إلى نمط مغاير يقوم على الفهم والتفسير، والمقارنة، والنقد، وإحداث تفاعل بين الأستاذ والطالب، يؤدي إلى استثارة فضول الطالب، واستنهاض همته، وتحفيز قدراته الإبداعية فهماً وتطبيقاً وممارسةً من خلال التحليل والمناقشة». وأشار إلى أن مشروع الاعتماد المهني للقضاة، الذي تبناه المجلس الأعلى للقضاء، الهادف إلى تحديد المعايير الوظيفية لمهنة القضاء، يتطلب توفير نوعين أساسيين من المتطلبات، أولهما المتطلب الأكاديمي، ونقصد به الحد الأدنى من المعارف، التي يحتاجها خريج الكليات الشرعية في تخصص الفقه وأصوله، والمتطلب الآخر وهو السلوك والمهارات، أي السمات والخصائص النفسية والمهارات المهنية والقدرات العقلية. وذكر أن هناك قدراً كبيراً من التوجس والحذر لدى كثير من المهتمين بتعليم العلم الشرعي عند الحديث عن الفهم والأخذ بالأساليب التربوية الحديثة وفقاً للمتغيرات التي تمر بها المجتمعات البشرية، التي تفرض علينا تغيير كثير من الاتجاهات التربوية والممارسات التعليمية بما يتلاءم مع متطلبات العصر الحديث ومتغيراته. وأضاف «مصدر هذا التوجس هو الخوف من أن يؤثر هذا النهج على المحتوى والتحصيل لدى الطالب، وهو تحسس يمكن فهمه، غير أنه غني عن القول إن اتباع الأساليب التربوية الحديثة يُعنى بطرق التعليم وأدواته، وتحديد الكفايات والمهارات المطلوب تحقيقها في مخرجات البرامج فقط، أما المحتوى فيبقى ثابتاً لا خلاف عليه، وهو كلام الله، وكلام رسوله، وما استنبط منهما، وأعان على فهمهما، وهما حق لا يتطرق إليهما الشك والريبة».