قبل أيام عدة طالعنا وزير التعليم بجملة من الضوابط الجديدة للقبول بكليات التربية، كانت تلك الضوابط قد تمخضت بعد اجتماع تشاوري مع عمداء كليات التربية، وذلك لربط مخرجات الكليات باجتياجات التعليم بشكل فاعل ومباشر، وعلى الرغم من تأخر هذه الخطوة إلا أنها مناسبة ويجب أن تتبعها خطوات عدة لتحقيق الأهداف نفسها التي وردت في قرار معالي الوزير ومن أهمها ربط مخرجات كليات التربية باحتياجات التعليم، وأنا أحمد لمعالي الوزير هذه الخطوة وأود أن ألحق خطوة الوزير بخطوات أخرى ربما تساهم في ردم الفجوة بين القطاعين التعليميين المندمجين أخيراً (التعليم العام والعالي) وهي: إحداث مسارات متخصصة في كليات التربية، تخدم بشكل واضح ومقنن الميدان التربوي ومنها: - (مسار للتعليم الأساسي- الصفوف الأولية -) وهو موجود في بعض الجامعات، ولكن عندما يصبح مساراً في كلية التربية يكون أفضل. - مسار للصفوف العليا بالمرحلة الابتدائية. - مسار للمرحلتين المتوسطة والثانوية. - مسار للإرشاد الطلابي أو النفسي. - مسار للنشاط الطلابي. - مسار للقيادة المدرسية أو التربوية. - مسار لتقنيات التعليم أو مصادر التعلم. بعد انتهاء الطالب من السنة التحضيرية يخضع لجملة من المعايير والمحكات تحدد المسار المناسب له، حيث يراعى في المقررات التي يتلقاها الطالب في كل مسار مايلي: - التركيز على الجانب التربوي - التركيز على النظريات الحديثة في التربية والموجودة في الكتب الدراسية والبعد عن القديمة أو الفاسدة فكرياً وعقدياً. - البعد عما يسمى بمقررات الإعداد العام أو تخفيض ساعاتها بشكل كبير. - تخصيص آخر أربعة فصول دراسية أو آخر فصلين دراسيين في الكلية في التطبيق الميداني وتوضع معايير دقيقة لتقييم الطالب خلال فترة التطبيق. عندما يبدأ المعلم في السنة الأولى للتدريس (سنة التجربة) تعتمد له مجموعة من المعايير لتقييمه يشترك فيها قائد المدرسة والمشرف الأكاديمي في الكلية ومعلم خبير من خارج المدرسة. ومن الممكن أن يتم العمل على إحداث نظام جديد لتقييم المعلم بمعايير حديثة، يخضع له كل معلم كل خمس سنوات، وذلك عندما نقنن التخصص في كليات التربية ونربطه بالاحتياج الفعلي للميدان، تصبح لدينا قاعدة بيانات دقيقة تفيد وزارة التعليم والخدمة المدنية والمالية في الأعداد المطلوبة والمتوقع تخرجها، ثم إننا سنتجه فعلياً لتجويد مخرجات التعليم وربما ذلك يحتاج وقتاً أطول ولكنه في النهاية سيحدث، ومن المهم أننا سنبتعد عن مفهوم (المعلم الكشكول) الذي تكرس في أذهان كثير من التربويين على مدى عقود مضت، ولم يكن له مردود جيد – حسبما رأيت – أتمنى لمعالي الوزير وفريق عمله التوفيق والسداد فوزارة التعليم اليوم كتلة ضخمة من المهام والمدخلات والمخرجات التي تحتاج للعمل الدؤوب والمتقن.