.. فتتسرب لك السكينة وكأنك دارها، وتغمرك الطمأنينة التي وجدت بيتها، ويشع النور متسلحاً بغمضة عينيك واستقرار نفسك. يا ذات العينين الجميلتين الواسعتين تنطفئ الدنيا حين تغمضانهما، ويغيب الشوق في أجفانهما لكنهما عينا المتعة والجمال، وروح النشوة الغائبة التي لن تظهر إلا حال مغادرة الرمش للجفن. في نظرتهما الوادعة معنى السعادة وحين تتألقان تتلبس الروح المقابلة سطوة الحب المشحونة سعادة فتغدو لحظات الزمن تراتيل محبة لا تدركها سوى القلوب المغمورة بالحب. عيناك ليستا غابتي نخيل بل هما روح النشوة المتجددة، ولحظات الشوق الكامنة. هما بوصلة حيرتي وطريق الخلاص لمحبتي، وفي ارتدادتهما الناعسة تتشكل لحظات سعادتي. ما بين الرمش والجفن يتحدد طريقي، ويستضيء دربي وتتشكل رحلتي فمن حبك نضجت، ومن وشوشاتك تعلمت السحر الحلال، وإليك كانت محطة المتعة الضائعة. أتعرفين أن دروبي تائهة حتى استقرت إليك، وأن بوصلتي ضاعت بين الماء والسراب حتى وصلت إليك، وأن حنيني كان خيبة إلى أن استقر بين أحضانك. لم أعرف معنى اليقين إلى أن لامست أطرافي عدسة عينيك، ورقد حنيني بين دفتي طمأنينتك، وجذبني الشوق إليك فألبسني رداء السعادة المطلقة. أمضيت سنيني باحثاً في الجهالة، مسترشداً دروب الغفلة إلى أن رسوت في ميناء عينيك فكنت الناجي من عواصف البحر، والسالم من ارتباكات البحر وأحلام الغربة. وصلت إليك فكنت ناجيا بحبك، مشدود الوتر إلى لمحات عينيك، سعيداً بالغوص إلا من فيهما فما الحب سوى ستار النجاة وحمى الذات ودار المحبة المزدهرة حنيناً وشوقا لايقتلها حرمان ولايضيعها غياب. تاهت بواصلي المتعددة إلى أن أجمعت مساراتها إليك، واتفقت علاماتها عليك فكنت الخلاص المنتظر والحلم المنشود فكان ضياعي خلاصاً، وغربتي سلامة حتى انتهت رحلة التيه إلى الاستقرار في ضفاف عينيك.