تواصَل أمس عملٌ شاقٌّ لتحديد هويَّات ضحايا التفجيرات الإرهابية في بروكسل، في وقتٍ أطلقت عائلاتٌ تعيش قلقاً لا يُحتمَل عملية بحثٍ عن ذويها المفقودين في الميدان وعلى شبكات التواصل الاجتماعي. وبعد أكثر من 48 ساعة على الهجمات التي خلَّفت 31 قتيلاً؛ لم تُعرَف سوى هوية 4 من هؤلاء سواءً في المطار أو في مترو الأنفاق في العاصمة البلجيكية. ومن بين الأربعة البيروفية، أديلما مارينا رويز تابيا (37 عاماً)، التي قضت في مطار زافنتيم حيث كانت مع زوجها البلجيكي وابنتيهما التوأم اللتين أصيبت إحداهما بسبب الحطام. ولقِيَت مواطنة مغربية لم يتم الكشف عن اسمها حتفها. و«كانت المواطنة في المترو» بحسب وكالة الأنباء المغربية التي تحدثت أيضاً عن فقدان 3 مواطنين وإصابة 6 آخرين. وقُتِلَ بلجيكيان على الأقل في المترو هما الموظف في اتحاد والونيا -بروكسل، أوليفييه ديليسبس (45 عاماً)، وطالب القانون في جامعة سانت لويس، ليوبولد هيشت (20 عاماً). و«كان هيشت طالباً جيداً وفي الصف الأول دائماً»، بحسب زميله في الجامعة، ناجي المصري. ومن بين 300 جريح؛ تحدَّدت هويات 20 برتغاليّاً و10 فرنسيين وعشرات الأمريكيين بمن فيهم ميسون ويلز (19 عاماً). وويلز مُبشِّر مورموني أشارت وسائل إعلام في بلاده إلى وجوده في بوسطن خلال تفجيراتٍ طالتها في عام 2013 وفي باريس خلال سلسلة هجمات وقعت فيها في نوفمبر الماضي وأسفرت عن مقتل 130 شخصاً. وما زال كثيرون مفقودين بمن فيهم عدد كبير من الأجانب، وهو مؤشر إلى تنوع العاصمة البلجيكية وطبيعة أماكن العمل المستهدفة بما في ذلك مطار دولي. وتوجَّهت أعدادٌ من العائلات إلى بروكسل للتجول في المستشفيات بحثاً عن أخت أو صديق. وعلى غرار مرحلة ما بعد الهجمات الإرهابية في باريس؛ أُطلِقَت نداءات إلى شهود عيان عبر موقعي «فيسبوك» و»تويتر»، حيث نشر أشخاص صوراً لذويهم المفقودين. وجاء في رسالة تمَّت مشاركتها آلاف المرات «هل رأيتم هذه المرأة الشابة؟ اسمها ألين باستن، جنسيتها بلجيكية، وتبلغ 29 عاماً، كانت على الأرجح في المترو الذي تمَّت مهاجمته، نحن في بحث يائس عنها، إذا رأيتموها، نرجوكم أن تتصلوا بنا!». وجاء في رسالة أخرى «إذا كانت لديكم معلومات عنها، هي تُدعى لبنى الأفقيري، كانت موجودة عند الساعة 9.15 في محطة المترو ولم نتلق معلومات عنها بعد ذلك، اتصلنا بالمستشفيات لكن بلا جدوى». أما بارت ميغوم، الطالب في مجال التسويق البالغ 21 عاماً، فكان يُفترَض أن يسافر إلى الولاياتالمتحدة لملاقاة صديقته إيميلي ايزنمان التي قالت لمحطة تلفزيونية أمريكية «بعث إليَّ رسالة نصية من داخل القطار المتوجه إلى مطار بروكسل، وكان يفترض أن يرسل إليَّ لاحقاً صورة لبطاقة المغادرة، لكن لم يفعل ذلك أبداً». وكان الشقيقان الأمريكيان، ساشا وألكسندر بنكزويسكي، موجودين أيضاً في المطار. وذكرت وسائل إعلام أنهما كانا يتحدثان هاتفيّاً إلى أسرتهما عندما انفجرت القنابل، لكن لا معلومات عنهما منذ ذلك الوقت. وتضم قوائم المفقودين البريطاني ديفيد ديكسون، وهو عامل كمبيوتر يبلغ 51 عاماً ويعيش في بلجيكا. وروت عمته لصحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أنه أرسل إليها رسالة نصية قال لها فيها إنه كان «آمناً وسليماً» بعد التفجير في المطار. وتخشى عمَّة المفقود من أن يكون نزل لاحقاً إلى المترو لأنه لم يصل إلى عمله ولم يبعث منذ ذلك الوقت أي إشارة إلى بقائه حيّاً، في حين تواصل إحدى صديقاته البحث عنه في المستشفيات. ومن بين الضحايا أيضاً زوجان ألمانيان شابان يبلغان 29 و30 عاماً كانا يسافران إلى نيويورك، وفق ما أعلنت الشرطة الألمانية. و«بناءً على المعطيات الأولية، هناك ثنائي من إكس لا شابيل، من بين الأشخاص المتأثرين بالهجمات»، حسبما أفادت الشرطة في هذه المدينة الألمانية القريبة من الحدود البلجيكية. وباتت جنيفر (29 عاماً)، وهي مسؤولة عن مبيعات، في عداد المفقودين منذ الثلاثاء، فيما دخل زوجها لارس (30 عاماً)، وهو ممرِّض، في غيبوبة لأن جروحه بالغة، وفق ما أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية.