وجَّه الدكتور طارق الحبيب «رسالة عاجلة بخصوص البرمجة العصبية اللغوية» عبر برنامج «لا بأس» على قناة المجد الفضائية، في حلقة يوم الثلاثاء 17 / 6 / 1425ه، الموافق 3 / 8 / 2004م، إلى وزراء الصحة العرب، قال فيها: «إنني كمتخصص، أدين الله في هذا التخصص، أن أكون مع مصلحة أمتي ووطني، وأذكرهم بأنهم سيُسألون أمام الله يوم القيامة عن هذا الذي يحدث في دول الخليج… (وقد) آن الأوان ليثوبوا لرشدهم، ويفيقوا من أوهام البرمجة، ويعلنوا أنهم اجتهدوا فأخطأوا، فيحفظوا ماء وجههم، ويكونوا مخلصين تجاه أمتهم ووطنهم». كنت أتمنى لو أن تلك الرسالة بدلاً من توجيهها إلى وزراء الصحة العرب، كانت موجهة إلى وزراء الداخلية، ورؤساء الاستخبارات العرب. أما لماذا كان يتوجب أن تكون الرسالة موجهة إلى وزراء الداخلية، ورؤساء الاستخبارات العرب.. فالأمر كان في غاية الوضوح والبساطة، وهو الأمر الذي غفل عنه كل، أو أغلب، الذين تصدوا لنقد البرمجة العصبية اللغوية Neuro-Linguistic Programming، وهو أن كل الذين عملوا عليها، وأسسوها، ونفذوها، ونشروها، كانوا إما من وكالة الاستخبارات المركزية، أو من مراكز البحوث العسكرية الأمريكية. إن كل الأموال الطائلة التي صُرفت، وتصرف من قِبل المتدافعين في طوابير «الوهم» البرمجي، وكل الدفاع المستميت من قِبل «البرمجيون» غير المتخصصين في أيٍّ من علومها، التي يدَّعون أنها تحوي كل ذلك «العلم»، لم يكن نتيجة قراءة واعية ومتأنِّية للأهداف الخفية، التي ساقت ومازالت تسوق لنا «الوهم» ضمن أمواج عاتية من الغزو الفكري لإلحاقنا، عن طريق الفئة الشبابية، ب «الإمبراطورية»؛ كما حاولت أن تفعل، أو فعلت، «كاثرين بيتسون» ابنة «جريجوري بيتسون»، المؤسس الحقيقي للبرمجة العصبية اللغوية في فترة السبعينيات في طهران مدفوعة من «معهد أسبن Aspen Institute»، ونادي روما، وجماعة الإخوان المسلمين، وبرعاية وتمويل ساذجين من الإمبراطورة «فرح بهلوي»، التي لم تكن تعرف أنهم كانوا يضعون اللبنات الأساسية للإطاحة بزوجها … الشاه. إن أول مَنْ صاغ مصطلح «العصبية اللغوية Neuro-Linguistic» هو البولندي الأصل، الأمريكي بالتجنس، «ألفريد كوجبسكيAlfred Korzybski»، والطريف في الأمر أن عتاة البرمجيين العرب، يكتبون اسمه «كورزيبسكي» تهجئة لحروف اسمه البولندي. السيد «كوجبسكي» وُلد في وارسو عام 1879، وتعلم فيها الهندسة، واللغات البولندية، والروسية، والفرنسية، والألمانية؛ وكان ضابطاً في الاستخبارات العسكرية الروسية، وبعد إصابته بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى، أُرسل إلى كندا، ثم إلى أمريكا، ليكون ضابط اتصال لصالح الجيش الروسي، ثم بعد انهيار الحكومة الروسية، تحوَّل «كوجبسكي» إلى ضابط اتصال لصالح الجيشين الفرنسي، والبولندي، وبعد أن حاز على الجنسية الأمريكية، التحق بالحكومة الأمريكية ليكون محاضراً حربياً. «جريجوري بيتسون Gregory Bateson»، وهو المؤسس الحقيقي للبرمجة العصبية اللغوية، بريطاني الأصل، أمريكي الجنسية، التحق ب «جهاز الخدمات الاستراتيجية «The Office of Strategic Services» خلال الحرب العالمية الثانية. هذا الجهاز تحول اسمه إلى «وكالة المخابرات المركزية «Central Intelligence Agency». نظرية «بيتسون»، التي تستند عليها «البرمجة العصبية اللغوية» في بُعدها الاستخباري الخطير، وطوَّرها خلال عمله في معهد «بالو ألتو» للبحوث العقلية، تقول ببساطة: إذا كان من الممكن علاج «ازدواج/ انفصام الشخصية Schizophrenia»، فإنه، ومن خلال عملية «المأزق المزدوج Double Bind» يمكن للمبرج/المدرب العصبي اللغوي أن يحوِّل الشخص السوي إلى «مزدوج الشخصية Schizophrenic» حيث تكون الشخصية المستحدثة جاهزة لاستعادتها بإيحاء معيَّن عند الحاجة إلى ذلك. «المأزق المزدوج Double Bind» هو ببساطة، كما في المثل العامي: إذا عملتها قتلتك … وإذا لم تعملها قتلتك! الشخص الثالث في سلسلة البرمجة العصبية اللغوية هو «جون جرايندر John Grinder»، الدكتور جرايندر، تخصص لغويات، كان قد التحق ب «القوات الخاصة «Green Beret» الأمريكية؛ ثم انتقل إلى وكالة الاستخبارات، وعُيِّن عميلاً لها في الشرق الأوسط لإجادته اللغة العربية، وقد تسلَّم البرمجة العصبية اللغوية من جريجوري بيتسون، بعدما انتقل إلى التدريس في جامعة كاليفورنيا – سانتا كروز، حيث كان يسكن، ويحاضر بيتسون.