حدد خبير عقاري متخصص في هندسة الإنشاءات العمرانية، التحديات التي تواجه التطوير الإسكاني في المملكة، والارتفاع غير المبرر لأسعار الأراضي البيضاء، وتكاليف البناء الباهظة ، وعدم توفر حلول تمويلية مناسبة. وأوضح المدير التنفيذي لشركة (مسكن العربية للتطوير العقاري) المهندس حسام الرشودي، على هامش ندوة نظمتها “شركة أملاك العالمية” تحت عنوان” التمويل العقاري بين الادخار والاستثمار” اليوم، أن هذا الثالوث يمثل المشكل الأساس الذي يقف حجر عثرة أمام حصول المواطن على المسكن الميسر والمناسب له ولأسرته. وبحثت الندوة في الحلول التمويلية والاستثمارية الكفيلة بحل الأزمة الإسكانية في المملكة. وأشار إلى أن ارتفاع أسعار الأراضي الخام نجم عن حجب كمية كبيرة منها من السوق بسبب التنازع الحاد في الطلب بين الاستثمار الحقيقي والمضاربة فيها من أجل الكسب المادي فقط، إلى جانب عدم تأهيل أواسط المدن ونقص التنظيمات العمرانية التي تواكب التطور الإسكاني واحتياجاته، مطالباً بإعادة هيكلة سوق الأراضي ووضع تنظيمات عقارية تزيد من عرض الأراضي وكفاءة استخدامها وتحويلها إلى مدخل انتاج. وعزا الرشودي ارتفاع تكاليف البناء إلى ندرة المقاولين المؤهلين الذين يفرضون أسعاراً عالية، حسب موازنة العرض والطلب، بينما لا يرقى مستوى المقاولين الأفراد إلى المعايير المطلوبة، كما يتطلب حسن إدارة مواد البناء وجود عمالة ماهرة، وبالتالي زيادة التكلفة، الأمر الذي يحتم ابتكار حلول تطويرية وطرق تنحو إلى اعتماد أقل على المقاولين، واستعمال مواد بناء جديدة لا تحتاج إلى عمال مهرة. وشدد على ضرورة فتح قنوات تمويل ميسرة للمطورين تمكنهم من طرح عدد أكبر من المشروعات الإسكانية، وإصدار تنظيمات جديدة تقبل العقارات كضامن للمؤسسات التمويلية، وابتكار منتجات تمويلية للأفراد تمكنهم من امتلاك المسكن في المراحل الأولى من المشاريع. ولفت إلى أن الحلول التطويرية الابتكارية التي ميزت شركة مسكن وسياسة الشراكات الاستراتيجية مع شركات وجهات استثمارية وتمويلية عقارية لها وزنها، أتاحت للشركة احتلال مركز مميز في السوق، إذ رغم حداثة إنشائها في 2008، فقد أنجزت مشروعات تصل قيمتها إلى 260 مليون ريال، واستحوذت على مشروعات تحت إدارتها وصلت إلى مليار ريال . الرياض | عايض الشعشاعي