أطلق اتحاد الناشرين العراقيين، الجمعة، في شارع المتنبي وسط بغداد، حملة جمع تواقيع، للمطالبة بتعديل القوانين التي تمنع تصدير الكتب المطبوعة في العراق إلى الخارج. وقال زين النقشبندي أمين سر الاتحاد، الذي يضم نحو 200 من الناشرين العراقيين إنه “منذ التسعينات وحتى الآن تمنع القوانين والتعليمات تصدير الكتاب العراقي”. وأضاف “نطلق اليوم حملة تمتد لأسبوع نجمع خلالها تواقيع أدباء، وكتاب، وأكاديميين، ومثقفين، وصحافيين وغيرهم، تضامنا مع الكتاب العراقي والمطالبة برفع الحصار عنه وإطلاق سراحه”. وتابع “نريد أن تُلغى القوانين التي تمنع التصدير وأن يتم إصدار قوانين جديدة تشجع وتساهم بخروج الكتاب العراقي”. وتمنع القوانين العراقية الموروثة عن النظام السابق تصدير الكتب من العراق، أو حتى المشاركة في معارض خارج البلاد. وغالباً ما تقتصر المشاركة في معارض محددة على دور نشر حكومية.وأمام مقر جمعية الناشرين العراقيين في وسط شارع المتنبي العريق، وضعت لافتة كبيرة كتب عليها “أطلقوا سراح الكتاب العراقي أسوة ببقية دول العالم”.وتضمنت صورة لكتاب لُف بسلك حديدي.وقف النقشبندي وآخرون أمام اللافتة يدعون المارة في الشارع، الذي عادة ما يزدحم يوم الجمعة بالكتاب والمثقفين، للتوقيع على طلب تغيير القوانين الخاصة بتصدير الكتاب العراقي، وهي تواقيع ستعرض على المسؤولين المعنيين. وقال صحاب الأسدي وهو أستاذ محاضر في جامعة بغداد إنّ “السماح بتصدير الكتاب العراقي سيسمح بعودة الثقافة العراقية بقوة إلى الساحة العالمية”. وأضاف بعد أن وقع على العريضة التي سبقه إليها المئات من رواد شارع المتنبي “هناك مقولة بان مصر تكتب ولبنان يطبع والعراق يقرأ، إلا أن العراق يريد اليوم أن يكتب ويطبع ويقرأ في الوقت نفسه”. وأكد النقشبندي أنه “إذا لم تثمر الحملة، فقد نلجأ إلى خطوات أخرى بينها إغلاق مكتبات” في المتنبي الذي تزدهر فيه مكتبات الرصيف. يذكر أنه منذ اجتياح العراق عام 2003، عاشت البلاد ما يشبه النكبة الثقافية بسبب أعمال السرقة التي طالت الكتب والآثار، وأيضا بسبب التفجيرات التي أدت إلى تلف أعداد كبيرة من المجلدات والكتب التاريخية والحديثة. وبلغت هذه الأعمال ذروتها في مارس 2007 حين قتل العشرات في انفجار سيارة مفخخة في سوق المتنبي. وعلى الرغم من هذه الأعمال، وجد الكتاب العراقيون مساحة من الحرية كانوا يفتقدونها ابان النظام السابق، وعادت الكتب التي كان يمنع استيرادها أوتداولها لتملأ رفوف المكتبات. أ ف ب | بغداد