في وقتٍ تبنَّت مجموعة مقرَّبة من حزب العمال الكردستاني المتمرد هجوم الأحد الماضي في أنقرة؛ اقترح رئيس الوزراء التركي رفع الحصانة البرلمانية عن كافة المشرِّعين لمراجعة 506 ملفات. وأعلنت مجموعة «صقور حرية كردستان»، أمس الخميس، تبنِّيها الهجوم بسيارةٍ مفخخة الذي أدى إلى مقتل 35 شخصاً وإصابة 120 آخرين في ساحة كيزيلاي في قلب العاصمة. وفي تأكيدٍ لأولى خلاصات التحقيق؛ أقرَّت المجموعة في بيانٍ نُشِرَ على موقعها الإلكتروني بمسؤوليتها. وجاء في بيانها «مساء 13 مارس؛ وقع هجوم انتحاري في الساعة 18.45 في شوارع العاصمة، نحن نتبنى هذا الهجوم»، متوعداً بهجمات جديدة في الأسابيع المقبلة. ووسط حالة الإنذار والخوف السائدة في تركيا منذ الأحد؛ قرَّرت ألمانيا إغلاق عددٍ من بعثاتها لأسباب أمنية «بسبب خطر حدوث هجمات» دون تقديم تفاصيل. ويتعلق هذا الإجراء الاستثنائي بالسفارة في أنقرة والقنصلية العامة والمدرسة الألمانية في إسطنبول. وتحدث وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، في برلين عن «معلومات أُخِذَت على محمل الجد أشارت إلى أن هجمات كانت مقررة على ممثلياتنا الدبلوماسية». وفي 12 ديسمبر الماضي؛ قُتِلَ 12 سائحاً ألمانيّاً في هجوم انتحاري نُفِّذَ في وسط إسطنبول التاريخي والسياحي نسبته حكومة أحمد داود أوغلو المحافظة إلى تنظيم «داعش» الإرهابي. وسعى داود أوغلو إلى طمأنة السكان، مؤكداً اتخاذ كل الإجراءات الأمنية الضرورية. وأبلغ الصحفيين بقوله «الإرهاب يريد إحداث فوضى في البلاد (…) وعلينا البقاء موحدين». وبررت «صقور حرية كردستان» تنفيذها تفجير الأحد بالقول إنه جاء ردّاً على الحملة العسكرية التي تشنها القوات الحكومية من جيش وشرطة في عددٍ من مدن الجنوب الشرقي حيث الأكثرية من الأكراد. ونشرت المجموعة صورة سحر تشاغلا ديمير المعروفة بلقب دوغا جيان (24 عاماً) باعتبارها منفذة التفجير بسيارة مفخخة، وهو ما كانت السلطات أعلنته سابقاً. وأفادت وزارة الداخلية بتلقِّي ديمير التدريب في سوريا لدى «وحدات حماية الشعب» التي تعد جناحاً عسكرياً لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي. ووسط حماية أمنية مشددة؛ وضع رئيس الوزراء وزوجته سارة صباح أمس باقاتٍ من أزهار القرنفل الحمراء في مكان الهجوم تكريماً لأرواح الضحايا. وسبق ل «صقور حرية كردستان» تبنيها هجوماً انتحارياً في أنقرة استهدف حافلاتٍ لنقل العسكريين في ال 17 من فبراير الفائت وقتل 29 شخصاً. وينفي حزب العمال الكردستاني أي علاقة له بالمجموعة التي برزت في العقد الماضي عبر هجمات دامية استهدفت مواقع سياحية. لكن السلطات تعدُّ هذه المجموعة واجهةً للتمرد يستعين بها عند استهداف مدنيين. واستؤنف النزاع الكردي في الصيف الفائت بعد هدنة استمرت أكثر من عامين؛ منهياً مفاوضات السلام التي بدأت في أواخر 2012 بين الدولة وحزب العمال. وفي مقابلة مع صحيفة «التايمز» البريطانية قبل هجوم أنقرة؛ أكد القيادي في حزب العمال، جميل بايك، تصعيد نشاط التمرد، قائلاً «ستجري معارك في كل مكان». أما الرئيس رجب طيب أردوغان فصعَّد حملته على من يعدُّهم متواطئين مع الإرهابيين. وطلب الأربعاء من البرلمان رفع الحصانة الدبلوماسية عن 5 نواب في حزب الشعوب الديمقراطي المناصر للأكراد بينهم رئيسه البارز، صلاح الدين دميرتاش، لاتهامهم بنشر الدعاية الإرهابية عبر تأييد صيغة حكم ذاتي لأكراد تركيا البالغ عددهم 15 مليوناً. وفي تصريحات له أمس؛ اقترح أحمد داود أوغلو على البرلمان رفع الحصانة من الملاحقة الجنائية عن كل المشرعين لمراجعة 506 ملفات. ورأى أن على البرلمان النظر في الملفات في جلسة واحدة لمنع أي تأخير في استصدار قوانين يحتاجها الاتحاد الأوروبي لإعفاء الأتراك من الحصول على تأشيرات السفر لدول التكتل. ومن المتوقع أن يناقش مشرِّعون نزع الحصانة عن أعضاء من حزب الشعوب الديمقراطي، وهو ثالث أكبر حزب في البرلمان، بسبب تصريحات أدلوا بها بشأن العمليات الأمنية في جنوب شرق البلاد.