يواجه رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، اتهاماتٍ بإطلاق «مشروع تخويف» للإبقاء على عضوية بلاده في الاتحاد الأوروبي، فيما يلاحظ خبراء لجوء المعسكرَين المؤيِّد والرافض إلى حملاتٍ سلبية لكسب الأصوات. وقاد عمدة لندن بوريس جونسون، حملة اتهامات معدَّة جيداً ضد صديقه القديم وخصمه حالياً كاميرون، واتهمه بتخويف الناخبين قبل استفتاء ال 23 من يونيو. وبعد إعلانه دعم معسكر الخروج من الاتحاد الأوروبي؛ كتب جونسون في صحيفة «ديلي تلجراف» أن «وكلاء مشروع الخوف الذين يبدو أنهم في كل مكان؛ حذَّرونا من أن الخروج من الاتحاد سيعرِّض للخطر التعاون الشرطي والقضائي والاستخباراتي». واعتبر أن «هذه التهديدات مبالغٌ فيها جداً إلى درجة السخافة». في السياق نفسه؛ اتهم وزير الشؤون الاجتماعية، إيان دنكن سميث، معسكر تأييد البقاء في الاتحاد ب «تزييف الحقائق والتهديد». لكن المحللين ينسِبون إلى المعسكرين شن حملات سلبية قبل الاستفتاء المرتقب. ووصف المنسق في مؤسسة «أوبن يوروب» الفكرية، راؤول روباريل، الحملات ب «مشروع تخويف مقابل مشروع تخويف» ما يشير إلى «خوضها من قِبَل الجانبين على أساس مسألة المخاطر المترتبة على البقاء في الاتحاد الأوروبي أو الخروج منه». وعبارة «مشروع التخويف» ليست جديدة على البريطانيين، كونها استُخدِمَت خلال استفتاء 2014 على استقلال إسكتلندا عن المملكة المتحدة. وخاضت حكومة المحافظين آنذاك معركةً للحفاظ على الوضع الراهن انتهت بتصويت الإسكتلنديين ضد الاستقلال. وينتقد مؤيدو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إشارة الحكومة إلى اعتزام الشركات الكبرى مغادرة البلاد حال التصويت بعدم البقاء. كما ينتقدون حديثها عن إمكانية انتقال مخيمات اللاجئين الموجودة في شمال فرنسا إلى إنجلترا. ودعَم عددٌ من القادة الأوروبيين هذه المزاعم. وحذَّر الرئيس الفرنسي، فرانسو هولاند، من «عواقب» خروج بريطانيا من الاتحاد، في وقتٍ توقَّع وزير المالية الألماني، ولفجانج شويبله، اتحاداً أكثر اضطراباً بدون لندن. لكن روباريل نسب إلى معسكر المناهضين لرؤية حكومة لندن اللجوء أيضاً إلى «مشروع التخويف»، مستدلاً بتحذيرهم من فقدان بلادهم السيطرة على حدودها رغم كونها خارج منطقة «شنجن» للتنقل الحر في أوروبا. وحذَّر دنكن سميث وآخرون يؤيدون الخروج من الاتحاد الأوروبي من أن بلادهم ستكون أكثر عرضةً لهجماتٍ قد يشنها متطرفون كما حدث في باريس في نوفمبر الماضي؛ في حال بقِيَت في الاتحاد. وكتب زعيم حزب «استقلال بريطانيا»، نايجل فاراج، في تغريدةٍ الأربعاء «مع استغلال آلاف الإرهابيين أزمة اللاجئين، سنكون أكثر أماناً بكثير في حال خروجنا من الاتحاد الأوروبي». وترفض جميع الأطراف أي اتهامات باللجوء إلى حملات سلبية. ويطلق جونسون على حملته «مشروع الأمل»، بينما يؤكد كاميرون اعتماده على «مشروع الحقائق». وأشار كاميرون، في كلمةٍ الخميس، إلى إيجابية البقاء في الاتحاد الأوروبي، قائلاً «اليوم أريد فقط أن أقدِّم لكم الحقائق حتى يكون بإمكانكم أن تقرروا». وتشير استطلاعات الرأي إلى تقلُّص المسافة بين المعسكرين. ووفقاً لمشروع بحثي بعنوان «ماذا تعتقد بريطانيا»؛ يفضِّل %51 من الناخبين بقاء بلادهم في الاتحاد، مقابل %49 يريدون خروجها. ولم يقرر كثيرون إلى أي جانب سيصوِّتون. ورغم تفاوت الأرقام بشأن أعداد المترددين؛ فإن معظم الاستطلاعات تقدِّر نسبتهم بنحو 20 %. وذكَّرت الأستاذة المساعدة في العلوم السياسية في جامعة نوتنجهام، كتيلين ميلازو، بأن «كثيراً من الناس الذين يقررون في اللحظات الأخيرة يفضلون الإبقاء على الوضع الراهن». وبالنسبة لعديد من الناخبين؛ فإن القرار سيعتمد على مسألة المخاطر. لذا؛ ركز المعسكران على مساوئ الجانب الآخر. وعلَّق أستاذ العلوم السياسية في جامعة كنت، ماثيو جودوين، بقوله «النبض الحدسي لدى الشعب هو اعتبار الخروج من الاتحاد خياراً ينطوي على مخاطرة». و«خلال الفترة من الآن وحتى 23 يونيو يتعيَّن على المعسكر المؤيد للخروج من الاتحاد التغلب على كثير من المصاعب»، بحسب جودوين.