أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «كومريس» لمصلحة صحيفة «ديلي مايل»، أن المعسكر الداعي لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي يتقدّم بفارق 12 نقطة، قبل الاستفتاء المقرر على عضوية البلاد في الاتحاد في 23 حزيران (يونيو) المقبل، وأن فارق تقدّم معسكر البقاء على معسكر الخروج تقلّص من 9 الى 6 نقاط منذ الاستطلاع الأخير الذي أجرته الصحيفة ذاتها في كانون الثاني (يناير) الماضي، «ما يعني أن اتفاق تجديد العقد الذي أبرمه رئيس الوزراء ديفيد كامرون، مع الاتحاد الجمعة الماضي، دعم معسكر البقاء». وبلغت نسبة التأييد لبقاء بريطانيا في الاتحاد 51 في المئة، بينما أيد 39 في المئة خروجها، ولم يحسم عشرة في المئة موقفهم. وكشف استطلاع منفصل أجرته مؤسسة «يوغوف» ونشرته صحيفة «تايمز»، أن حملتي البقاء والخروج تسيران كتفاً بكتف قبل استفتاء 23 حزيران (38 في المئة للمؤيدين و37 في المئة للمعارضين)، «ما يشير الى أن محاولات إثارة قلق الناخبين وإقناعهم بالتصويت لمصلحة البقاء في التكتل الأوروبي نجحت، وبات البريطانيون أكثر تحسباً لأخطار الانسحاب من الاتحاد». وتابعت «تايمز» أن الاستطلاع الأخير يُشير إلى أن رئيس بلدية لندن بوريس جونسون، ووزير العدل مايكل غوف، «لم يكن لهما تأثير مبكر يذكر بعدما أيدا الخروج، وأن عدد من يعتقدون أن كامرون خرج باتفاق سيئ انخفض كثيراً». وكان لافتاً إعلان غوف أن محكمة العدل الأوروبية تستطيع إبطال اتفاق بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي حول شروط العضوية الجديدة، حتى لو وافقت عليه كل الدول الأعضاء. ورفض مكتب كامرون هذا التفسير، وقال إن الاتفاق «لا رجعة عنه بموجب القانون الدولي الذي سيُلزم المحكمة الأوروبية بأن تأخذه في الاعتبار». وفي رسالة الى صحيفة «ديلي تلغراف»، نبّه 13 ضابطاً بريطانياً متقاعداً، بينهم رؤساء الأركان السابقون للجيش لورد برامال ولورد غوثري ولورد بويس وجوك ستيروب، الى أن الخروج من الاتحاد قد يضرّ بقدرة بريطانيا على صدّ تهديدات مثل تلك التي يشكّلها تنظيم «داعش» أو روسيا. وكتب هؤلاء: «في عالم خطير، تساعدنا عضوية الاتحاد الأوروبي في حماية شعبنا وازدهارنا، وطريقة عيشنا. لدينا إيمان راسخ بأن البقاء في الاتحاد يخدم مصلحتنا القومية». وحذّر الضباط من أن «بريطانيا يجب أن تواجه، سواء داخل الاتحاد الأوروبي أو خارجه، سلسلة تحديات أمنية خطرة، مثل انعدام الاستقرار في الشرق الأوسط واتساع نفوذ داعش، وبروز القومية والعداونية الروسية مجدداً». والأكيد، أننا أقوى داخل الاتحاد الأوروبي». وهذه الحجج تعزز موقف كامرون، الذي يؤكد أن بريطانيا ستكون «أكثر أمناً» داخل الاتحاد.