دعت هيئة سورية مُعارِضة إلى مقاطعة الانتخابات التشريعية التي قرَّر النظام إجراءها في ال 13 من إبريل المقبل، متهمةً بشار الأسد بمصادرة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إيجاد حل سياسي تفاوضي عبر مؤتمر جنيف الذي ينطلق خلال أيام. وأعلنت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، في بيانٍ لها أمس، أن مكتبها التنفيذي قرر مقاطعة الانتخابات التي سيجريها النظام سواءً على صعيد الترشُّح أو الاقتراع. وحثَّ البيان قوى المعارضة والمجتمع المدني على المقاطعة. واتهمت الهيئة، التي صُنِّفَت سابقاً باعتبارها معارضة تقليدية، حكومة الأسد بمحاولة وضع المعارضة والمجموعة الدولية أمام الأمر الواقع «لتحسين شروطها التفاوضية». واعتبرَت الدعوة إلى انتخابات مصادرةً لجهود التوصل إلى حل سياسي عبر مؤتمر جنيف 3. ووفقاً للأمم المتحدة؛ فإن الجولة الجديدة من المحادثات المُستهدِفة وقف النزاع في سوريا ستُعقَد في جنيف من 14 إلى 24 مارس الجاري و»ستتركز على تشكيل حكومة جديدة وصياغة دستور جديد للبلاد وتنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية في مهلة 18 شهراً». وأشارت هيئة التنسيق إلى تطلُّب الانتخابات ظروفاً مستقرة آمنة وعودة النازحين والمهجرين إلى مناطقهم «فيما يعاني اليوم الملايين من الشعب من أزمة نزوح داخلي وموجات هجرة خارجية، بينما عدد من المحافظات والمناطق تحت سيطرة مجموعات مسلحة إرهابية من داعش والنصرة ومثيلاتها». وجاء في البيان أن «المعايير الدولية في ممارسة حق الاقتراع والانتخابات من حياد ونزاهة وشفافية وتنافس حقيقي غير متوفرة في سوريا». إلى ذلك؛ ذكر قائد الفرقة الشمالية المنضوية تحت لواء الجيش الحر، فارس البيوش، أن مجموعات محلية من الريف الشمالي لحماة ردَّت على خروقات قوات الأسد للهدنة بشنِّ هجومٍ أمس على عددٍ من مواقع النظام في المحافظة. ووصف البيوش الهجمات بأنها «ردّ على الاختراقات التي حصلت من جانب قوات النظام خلال الهدنة» التي بدأ سريانها قبل أسبوعين. وتضاربت التقارير بشأن ما نجم عن الهجوم. لكن البيوش لفت إلى السيطرة على موقعين. على صعيد مختلف؛ أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «أبو عمر الشيشاني»، وهو قائد عسكري في تنظيم «داعش» الإرهابي، مصابٌ بجروح خطيرة لكنه لا يزال حيَّاً، وهو ما يتعارض مع ما ذكره مسؤولون في واشنطن عن مقتله على الأرجح في ضربة جوية أمريكية. وكان المسؤولون الأمريكيون قالوا الثلاثاء الماضي إن الشيشاني، الذي تصفه وزارة الدفاع الأمريكية«البنتاجون» ب «وزير الحرب» في التنظيم الإرهابي، تمَّ استهدافه في بلدة الشدادي في سوريا. لكن مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، أورد أن الشيشاني »لم يمت» لكنه مصاب بإصابات بالغة ونُقِلَ إلى قاعدة عمليات في محافظة الرقة، معقل التنظيم، للعلاج. ولم تتمكن «رويترز» من التحقُّق من التقرير من مصدر مستقل. ويُعرَف الشيشاني، المولود عام 1986 في جورجيا التي كانت حينها من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، بأنه مستشار عسكري مقرب من زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي.