في فرصة نادرة، أعلنت «أكاديمية متخصصة في التدريب» عن دورة تدريبية بعنوان مستفز، يتساءل عن إنسانية المرأة، للمحاضر «الفذ» المثقف، نمر ابن أم نمر الأسدي. والسؤال الذي «يطرح» نفسه هو: هل من المعقول أن يسأل هذا السؤال شخص عاقل، وهل من المعقول أن يكون موضوعاً لدورة، ُيعلن عنها في كافة وسائل التواصل الاجتماعي؟! إذا كان الجواب هو نعم، فهذا يعني أن بعض الرجال مازال يعاني خللاً عقلياً، و«جندرياً»، ووراثياً، كما يعاني من خلل فكري وثقافي ومعرفي وحضاري وإبداعي ومنطقي، وخلل وخلل وخلل… وأنا قصدت استعمال كلمة خلل أكثر من مرة حتى نعي وجود خلل عام في المنظومة الفكرية لثقافتنا! لنتخيَّل معاً، لو طُرح هذا السؤال على المدرب المثقف «الأسدي» في برنامج من سيربح المليون: هل المرأة إنسان؟ وكانت الخيارات كالتالي: 1- لا. 2- روبوت آلي. 3- حيوان «مع الاعتذار لكل نساء العالم». 4- نعم. بالتأكيد سيحتار المتسابق «الأسدي» في الجواب الصحيح، ويطلب رأي الجمهور المكوَّن من الرجال، الذي قد يُعطي نسبة 80% إلى الجواب الرابع، لأنهم قد لا يكونون متأكدين من الجواب الصحيح؛ فبعضهم مازال يعتبر أن المرأة ليست إنساناً من منطلق أنها «عورة»، و«ناقصة عقل ودين»، وأنها أقل مرتبة من الرجل. وقد يفكر «الأسدي» بطلب حذف إجابتين، فيتبقَّى لديه لا، ونعم، بعد الحذف، ثم يدخل في حيرة بسبب صعوبة الخيارين اللذين بقيا لديه، فيطلب الاتصال بصديق اسمه «فهمان». - مرحبا أستاذ «فهمان» معنا صديقك «نمر ابن أم نمر الأسدي» في برنامج من سيربح المليون، ولايزال في السؤال الأول، واستنفد كل وسائل المساعدة، ويرغب في أن تساعده في حل السؤال. - الأسدي: عزيزي «فهمان» هل المرأة إنسان، وبعد الحذف، ورأي الجمهور بقي لدينا نعم، ولا، فما هو رأيك؟ «فهمان»: أرجو إعادة السؤال لأنني لم أفهم. وبعد إعادة السؤال يُجيب «فهمان»: السؤال صعب جداً، ولا توجد إجابة محددة، فالإجابة بحسب درجة القرابة، أو الزاوية التي تنظر بها للمرأة! فإذا كانت أمك، وتحبها كثيراً فنعم بتحفُّظ، وإذا كانت زوجتك، ولطيفة وحنونة معك، فنعم، لكن ليس مائة في المائة، لأنك تعرف أن النساء يحتجن إلى سنوات وسنوات ليصبحن مثلنا نحن الرجال. الأسدي: هل من الممكن تبديل السؤال لأنني احترت في الجواب. «تن تن تن تن» انتهى وقت البرنامج، وختاماً: ليس لدي أدنى تعليق على الموضوع.