شمّر أربعة نجارين سعوديين عن سواعدهم، وسط الميدان الرئيس للواجهة البحرية في الدمام، وانخرطوا في عمل شاق، استمر 25 يوماً، إلى أن انتهوا وبمهارة عالية، من بناء القرية التراثية لمهرجان الساحل الشرقي. النجارون الأربعة لفتوا أنظار آلاف من مرتادي الواجهة، وهم يمسكون أدوات النجارة مثل الإزميل، والمطرقة، والمسامير، والفرشاة، ومسطرة الزاوية، وألواح الخشب وقطع الحديد، ويسابقون الزمن من أجل الانتهاء من مهمتهم، قبل انطلاق المهرجان في 10 مارس الجاري، غير عابئين بالأجواء، واضعين في الاعتبار أنهم أمام مهمة وطنية، لا تحتمل أي تراجع أو تكاسل. وتضم القرية التراثية للمهرجان 100 دكان، لعرض منتجات الأسر المنتجة والحرفيين، إلى جانب مجلس للنوخذة، والمسجد القديم ، وبوابتين. ولا يبالي النجار محمد العميري، وهو في العقد الرابع من العمر، من حجم الأعمال المكلف بها، أو ثقل المهمة، ويقول نيابة عن نفسه وزملائه النجارين: «نشعر بالسعادة ونحن نعمل في تجهيز القرية التراثية، ونسابق الزمن من أجل القيام بالمهمة على أحسن وجه»، مضيفاً «رغم ثقل المهمة وعظمها، إلا أننا نعمل بكل جد ونشاط طيلة الخمسة والعشرين يوماً بشكل متواصل، إلى أن تمكنا من بناء القرية التراثية بكل مكوناتها». ويضيف العميري: «النجارة إحدى المهن الفنية التي تحتاج إلى مهارة عالية، ونحن نعمل في هذه المهنة منذ سنوات طويلة، ونتقن مهارة النحت والطرق على الخشب، وعديدا من المشغولات الحرفية القديمة»، مبينا أن مهرجان الساحل الشرقي في كل سنة يقدم وظائف جديدة لمهنين سعوديين في بناء قرية المهرجان وتصميمها. وصمم العميري الديكور الخشبي كاملاً للمهرجان وأبواباً لجميع معارض المهرجان، كما قام بعمل بوابة الدخول لقرية المهرجان، بعرض ستة أمتار، وطول بلغ 12 متراً، واستغرق تجهيز البوابة يومين كاملين. ويضيف العميري «مهنة النجارة لا يتقنها إلا أبناء الوطن الذين يستوعبون قيمة الموروث العمراني المحلي والتقاليد العربية السعودية، علاوة على فنون الزخرفة الإسلامية التي تعتمد على المهارة والدقة والحرفية العالية، وبعض الخطوط والرسومات التي تعبر عن الحياة التقليدية لهذه المهنة». ويقول: «أتقن صناعة نماذج مصغرة من الأبواب التقليدية، والشبابيك المتنوعة، والصناديق المختلفة، وهي منتجات يقبل عليها زوار المهرجان، سواء من داخل المملكة أو من خارجها، خاصة الصناديق المزخرفة بالمسامير الذهبية والفضية، إضافة إلى الشبابيك المتنوعة التي تأخذ بعض الأشكال الهندسية، والانحناءات، لتعطي صورة جمالية، مستوحاة من هندسة وأشكال البيوت الطينية المعروفة في المنطقة الشرقية».