لست أتغيا من هاته الكتابة حديثا عن الحكم الشرعي فيما يختص ب: – حلق اللحية كاملة. – أو أخذ ما زاد منها عن القبضة. – أو أخذ ما انتشر منها. – أو تشذيبها بعمومها. ذلك أن له استفصالا ليس هاهنا موطنه. وما أحسبني بكبير حاجة للإبانة عن أن اللحية: «سنة الأنبياء وسمت الصالحين» وشأنها في ذلك أجل من أن تتخذ: «نيشانا» تستنزف فيها «طاقة أمة» إذ ترمى عن قوس واحدة من لدن فقهاء أحزاب ما قبل «الربيع العربي» وما بعده وبخاصة في الشأن المصري الذي يستشرف مستقبلا أرحب! فهل كنا ننتظر سقوط «الصنم» لتكون الغلبة فيه من نصيب الحديث عن «اللحية» حتى تجاوزت قضايا مصيرية هي الأولى ديانة ومقاصد وفقها بينما يتم التغييب لما أهو أجدر عناية، تعليقنا على ما حدث سيكون على هذا النحو: الإمام الشافعي لما أن استقر به المقام في مصر قال عنه المزني: «ما رأيت أحسن من لحيته كان ربما قبض عليها فلا تفضل من قبضته ولقد سمعته ينشد: قوم يرون النبل تطويل اللحى لا علم دين عندهم ولا تقى! وقبل أن يبرح «المتنبي» أرض مصر كان مما قاله: أغاية الدين أن تحفوا شواربكم يا أمة ضحكت من جهلها الأمم وقال المصري المناوي في فيض القدير: «... وقال النخعي: عجبت للعاقل كيف لا يأخذ من لحيته فيجعلها بين لحتين فإن التوسط في كل شيء حسن ولذلك قيل كلما طالت اللحية تشمر العقل»! ولربما أن كثيرين لا يعلمون أن الألماني: «إيلمار فايسر» حصل على لقب «أفضل لحية في العالم»، في مسابقة أقيمت في العام الماضي بالنرويج، متفوقا على 160 مرشحا من 15 دولة مختلفة. وقال فايسر لوكالة فرانس برس إنه «عندما تكون لحيتي غير مرتبة فهي تصل إلى حدود سرتي تقريبا. موضحا أن شقيقته ساعدته منذ الساعة السابعة صباحا على تمشيطها». وفي أدبياتنا: إذا عظمت للفتى لحية وطالت وجازت إلى سرته فنقصان عقل الفتى عندنا بمقدار ما طال من لحيته Elmar Weisser