جدَّد رئيس وزراء لبنان الأسبق، سعد الحريري، هجومه على ميليشيات حزب الله، إذ وصف ممارساتها ب "الجنونية"، في وقتٍ أكد رئيس الوزراء الحالي، تمام سلام، سعيه في كل الاتجاهات لتجاوز الواقع الراهن للعلاقات مع المملكة وبقية دول الخليج العربي. وطلب تمام سلام من وزرائه، خلال اجتماعٍ صباح أمس في السراي الحكومي، العمل في الاتجاه المفيد، و"إلا فإن النتائج ستكون عكسية ومضرة". واصفاً الوضع ب "دقيق وحساس". ونبَّه سلام إلى وجوب عدم الخروج عن الإجماع، الذي عبَّرت عنه الحكومة الإثنين الماضي، ومفاده الالتزام بالإجماع العربي، وحُسن العلاقات مع الدول العربية، داعياً وزراءه إلى أن "يراعوا في مواقفهم السياسية هذا الإجماع، الذي يجب التمسك به في معالجة شؤوننا الوطنية". ودام الاجتماع أكثر من 4 ساعات، ونقل بيان صدر بعده عن سلام أنه "يبذل جهداً كبيراً، ويسعى في كل الاتجاهات من أجل تجاوز الواقع الراهن للعلاقات مع المملكة العربية السعودية، وباقي دول مجلس التعاون الخليجي". إلى ذلك؛ ندَّد سعد الحريري بانتهاج حزب الله سياسات تعرِّض لبنان وشعبه إلى كوارث غير مسبوقة، وتضر بالمصلحة الوطنية، معتبراً أن الحزب "فاتح على حسابه" في كل الدول العربية. وأبلغ الحريري أبناء العشائر، الذين التقاهم أمس في "بيت الوسط"، بأن الحزب يتصرف اليوم كدولة، و"يقوم بما يقوم به من ممارسات وتدخلات عسكرية وأمنية في أكثر من دولة عربية، وهذا أمر جنوني ومرفوض، لأنه سيعرِّض لبنان إلى أخطار هو في غنى عنها". مذكِّراً بأنه سبق أن طالب الحزب بعدم الذهاب إلى سوريا للقتال إلى جانب نظام بشار الأسد. وشدد "علينا أن نرفع الصوت عالياً ونقول للحزب: كلا، لأن ما تقوم به يشكل تعدياً على سيادة لبنان".