رأى المحلل الإقتصادي الدكتور أنور عشقي أن منتدى جدة الاقتصادي، الذي تنطلق فعالياته غداً السبت في فندق هيلتون جدة، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، ويستمر أربعة أيام، فقد بعض أهميته لتجاهله مناقشة التحديات التي تعوق التقدم الاقتصادي للمملكة العربية السعودية، مثل ارتفاع حجم البطالة والإصرار على بقاء الشركات العائلية في منظومة الاقتصاد السعودي بصورتها الحالية. وأضاف عشقي ل «الشرق» أنه «من المفروض أن تتحول تلك الشركات إلى شركات مساهمة، لضمان بقائها واستمرارها، وهذا ما ينبغي أن يركز عليه المنتدى في دوراته المتعاقبة». وتابع «من يتابع تاريخ المنتدى، يلاحظ أنه لم يفض إلى خطة استراتيجية اقتصادية، قابلة للتفعيل والتنفيذ على أرض الواقع، نعالج بها نقاط الضعف في اقتصادنا، ونعزز نقاط القوة، كما لم ينته المنتدى بدراسة اقتصادية للواقع الاقتصادي المعاش، وما يجب أن نصل إليه، على غرار المنتدى الاقتصادي في أبو ظبي، الذي غالباً ما ينتهي بخطة استراتيجية مفصلة، على أن تتم مراجعة ما طبق منها في المنتدى الذي يليه، والوقوف على المكتسبات، وهذا ما يفتقر إليه منتدى جدة، الذي فقد بريقه ووهجه لهذا السبب». وبين عشقي أن نقاط القوة في أي منتدى تكمن في ثلاث نقاط: «النتائج التي يتمخض عنها المنتدى، والموضوعات التي تطرق في جلساته، والزخم الإعلامي الذي يساعد المؤتمر على تحقيق نتائجه»، مضيفاً أن «المنتدى ركز على استضافة أصحاب التجارب الناجحة، ولكنه لم يبحث كيفية تكييف هذه التجارب مع واقعنا الاقتصادي والبيئي في المملكة، والتي تساهم في التطوير، وبين أن المنتدى أصبح مستهلكاً للفكر دون الالتزام بتطويره في قالب يتلائم مع طابعنا الاقتصادي. وكانت غرفة جدة، قد توقعت أن المنتدى في دورته الحالية (12) سيشهد إقبالاً غير مسبوق من الرعاة، حيث تنافست مجموعة من الشركات الوطنية لرعايته. وقدرت الغرفة عدد الحضور من رجال الاقتصاد السعوديين والعرب والعالميين بأكثر من ثلاثة آلاف اقتصادي، وأربعين متحدثاً، وقالت إن المنتدى، الذي ترعاه «الشرق» إعلامياً، نجح في تغطية 90 % من تكلفته التي ستتجاوز 15 مليون ريال، بعد أن وصل عدد الرعاة إلى عشرين مجموعة ومؤسسة وشركة وطنية. ويعيب عضو جمعية الاقتصاد السعودي وعضو الجمعية السعودية للجودة الدكتور عصام خليفة على المنتدى «ضعف البنية التحتية التكنولوجية ونقص المعلومات الإحصائية الدقيقة الخاصة بالاقتصاد السعودي بشكل عام وشركات القطاع الخاص على وجه التحديد، وعدم وجود آلية عملية تجمع رجال الأعمال مع القيادات العالمية المشاركة من أجل استقطاب الاستثمارات الأجنبية أو مناقشة معوقات الاستثمار التي تواجه رجال الأعمال في الخارج، إضافة إلى تحصيل رسوم الاشتراك من الأفراد الراغبين في المشاركة في فعاليات المنتدى، بمعدل ثلاثة آلاف ريال عن الشخص الواحد، متسائلاً عن جدوى فرض هذه الرسوم التي تمنع البعض من المشاركة، مطالباً بتخفيضها أو توجيه دعوات مجانية للمستهدفين». خالد الفيصل وتركي الفيصل والربيعة وفقيه أبرز المشاركين أكد رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة صالح كامل أن ما اكتسبه المنتدى من ثقل دولي منذ انطلاقه في 2000 هو استقطاب رموز الاقتصاد والسياسة العالميين، وهذا ما نتج عنه بناء الاستثمارات الاقتصادية الناجحة في المملكة، وجذب لكبار رجال المال، ما يعد قفزات متطورة للاقتصاد السعودي. وبين كامل أن المنتدى يحظى بمشاركة عدد كبير من المتحدثين المحليين يتقدمهم الأمير خالد الفيصل، ووزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة، ورئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الأمير تركي الفيصل، ووزير العمل المهندس عادل فقيه، ورئيس مجلس الأمناء لكليات إدارة الأعمال الأهلية الدكتور عبد الله دحلان. ومن أبرز المتحدثين العالميين في المنتدى نائب رئيس الوزراء التركي علي بابا جان ورئيس وزراء باكستان الأسبق شوكت عزيز، ومدير تنفيذي في أندوفر العالمية ليندا روتنبرغ والرئيس التنفيذي لبي أم بي الإسلامية الدكتور هومابون دار ومؤسس المؤتمر العالمي الإسلامي للأعمال الخيرية الدكتور طارق شيما وغيرهم.