أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، كان يجسِّد في كل مراحل حياته منظومة من الأخلاق واستشعار مصالح المواطنين، مشيراً إلى أنه ليس غريباً على الناس وليس بعيداً عن صناعة القرار، بل إنه عايش ملوك الدولة وعاصر قرارات مصيرية وقضايا شائكة، وكان دائماً حاضراً في دائرة الضوء ومساهماً بعقله وفكره وقراءته للتاريخ والواقع في صناعة القرار. جاء ذلك خلال مشاركته في الندوة الرئيسة للمهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 30» بعنوان «الملك سلمان بن عبدالعزيز .. قرارات وإنجازات»، التي أقيمت مساء أمس الأول، في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الرياض انتركونتننتال، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا لمهرجان الجنادرية. وقال «الملك سلمان كان في العشرين من عمره عندما ولدت ما أتاح لي أن أستفيد كابن له من هذه التجربة الثرية في بداية حياتي العملية، كما أتيح لي وإخواني أن نعاصر الملوك المتتاليين سعود وفيصل وخالد وفهد، وكان الملك سلمان دائماً قريباً منهم ومن إخوانه سلطان ونايف وتركي وأحمد وغيرهم وهم يُعَدُون مدارس في القيادة والحنكة والحكمة والتأني». ونوَّه الأمير سلطان بن سلمان إلى حرص خادم الحرمين الشريفين على التزامه والتزام أبنائه بالدين والشريعة، وتأكيده الدائم على أن استقرار هذه البلاد واستمرارها هو مرتبط بالتزامها بدينها أولاً ثم بقيم الأخلاق والمحافظة على وحدة هذا الكيان الذي تأسس بجهود وكفاح أبنائه. وأضاف: «الملك سلمان في حياته يعتز كثيراً ويلتزم بدينه، ويؤكد أن منهج هذه البلاد هو الالتزام التام بالدين الإسلامي العظيم، وأن يحمل راية الإسلام الحقيقي إسلام القيم والأخلاق والمعالي، فلذلك كانت شخصية الوالد الملك سلمان تتشكَّل أمام عيني في ذلك السن ونحن صغار ونتلقف منه ما نسمعه في مجالسه وبيته، كان وما زال مفتوحاً أمام الناس، ويعالج كل القضايا في كل وقت من غير ملل أو كلل وكان يعيش الرجل الواثق الذي يعيش حالة من الالتزام المبهج والمطمئن فكان يمارس حياته منطلقاً من القيم والأخلاق الإسلامية، وعندما نرى الوضع اليوم المحزن في بلاد المسلمين وخاصة في البلاد العربية ندرك أهمية منهج الالتزام بالدين الإسلامي خلقاً وسلوكاً والالتزام بالخلق العربي الأصيل». وأبرز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ما يتمتع به الملك سلمان من الدقة في الوقت والمعلومات، ولا يقبل أي موضوع حتى يتأكد من مصدره، وحرصه الشديد على الاختلاط بالناس والتواصل معهم وزيارتهم في المستشفيات ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم، واهتمامه بمد يد العون للمحتاج بدون أن يعلم عنه أحد، لافتاً النظرإلى أنه أحب الناس فأحبوه واحترم حقوق الناس فقدروه. وأكد الأمير سلطان أن الملك سلمان كان شديد الحرص على حقوق المواطنين ولا يعاملهم بصفته الشخصية بل بصفته مسؤولاً عنهم، ورأيت فيه الحرص على لقاء كل من يريد مقابلته والاستماع منه، مركزاً على رؤية الملك سلمان في أن المسؤول في تعامله مع المواطن هو يرتقي للمواطن ولا يتواضع أو ينزل إليه. وتحدث عن شخصية الملك سلمان المهتمة كثيراً بالتراث والثقافة، مشيراً إلى أنه تعلم وتأثر منه في حبه لزيارة المواقع التاريخية والتراثية واستلهام ما شهدته من مواقف وقصص لملحمة تأسيس هذه البلاد ووحدتها، وأهمية ربط المواطنين بهذه المواقع من خلال زيارتها والتعايش معها وليس القراءة عنها في الكتب فقط، ولذلك دعم منذ توليه الحكم حفظه الله مشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري. وقال صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني في مداخلة له خلال الجلسة : «إن الحديث عن الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله والملك سلمان بن عبدالعزيز ينبغي ألا يرتبط بوقت محدد لأن الجميع يريد أن يكتب ويتحدث. وأضاف: إن الملك سلمان إلى جانب أنه ملك العزم والحزم فهو أيضاً ملك الوفاء والإخلاص وليس أدل على ذلك من وفائه مع أخيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومع جميع إخوانه الملوك» مؤكداً أن تاريخ الملك سلمان غني بالمبادرات والإنجازات التي أجاد المشاركون في استعراضها بالندوة مقدماً سموه الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز لمشاركته القيمة، ولجميع الذين قدموا أوراق عمل خلال الجلستين والمداخلين من المثقفين والمثقفات. من جهته قال رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط سلمان الدوسري: نحن نتحدث عن رجل مزج بين السياسة والفكر والثقافة فخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله كان مطلعاً على ما يدور في الصحافة ومتواصلاً مع الصحافة العربية والعالمية، وكان مجلسه مفتوحاً للصحفيين والكتّاب والمثقفين للحوار والنقاش، وكان سقف الحوار عالياً في مجلسه حفظه الله « لافتاً النظر إلى الفكر النير الذي يتمتع به الملك سلمان ومعالجته للقضايا بحكمة وبُعد نظر. وقال إن الملك سلمان حريص على ألا ينسب إليه أي فعل لم يفعله مهما كان جيدا أو نبيلاً، ولعلي أشير لتسجيل تضمن قراءة لسورة المزمل نسبت للأمير، وانتشر على نطاق واسع على اليوتيوب وحظي بتقدير وإعجاب المدونين وكانت ردود الفعل عليه قوية وإيجابية، فما الذي فعله الملك؟ اتصل على صحيفة الشرق التي نشرت الموضوع على صفحتها الأخيرة، نافياً صحة التسجيل المنسوب إليه. وقال الأمير في اتصاله «إنه لشرف كبير، وكنت أتمنى أن يكون لي، ولكنني لم أتعود أن ينسب إلي شيء لم أفعله وأسكت». هنا لاتخطئ العين حرص الملك على ألا ينسب إليه أي فعل لم يفعله مهما كان جيدا. فكان رده تجلى فيه الأدب مع القرآن الكريم والحرص على الصدق.