أشار وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي، محمد بن عيسى، في «الديبلوماسية والثقافة» في دبي، مساء أمس الأول، إلى أنه عندما قام بتسليم رئاسة المغرب لمؤتمر وزراء الثقافة في الجامعة العربية إلى زميله المصري كتب في رسالته الوداعية «أمضينا وقتاً طويلاً في تسييس الثقافة، والآن ينبغي علينا أن نثقف الديبلوماسية والديبلوماسيين»، مؤكداً أنه مازال حتى الآن يصر على موقفه هذا. وفي معرض رده على أحد الأسئلة، ذكر أن ما ظل جمرة في نفسه منذ أن كان سفيراً للمغرب في واشنطن هو عدم وجود مركز ثقافي عربي في العاصمة الأميركية على غرار المركز الثقافي اليهودي الذي له أثر كبير على السياسات الخارجية الأميركية، علماً بأن العرب لا ينقصهم المال، أو المقدرة على تمويل مثل هذا المركز، ليتساءل: إذن، هل يمانع القادة العرب بقيام ذلك؟ بحسب ما قال. قدم للندوة نائب رئيس مجلس إدارة الندوة، بلال البدور، المدير التنفيذي لشؤون الثقافة والفنون في وزارة الثقافة وتنمية المجتمع، وحضرها عدد من الديبلوماسيين والسفراء العرب في دولة الإمارات العربية المتحدة. واستناداً إلى عنوانها الجامع بين «الديبلوماسية»، و«الثقافة» من جهة، وكونه شغل الموقعين الثقافي، والديبلوماسي، فقد تناول في ورقته تجربة شخصية تماماً مستندة إلى الخبرة والتجربة، وبعض الحدس، أكثر من كونها قائمة على شواهد واقعية، إلا ما ندر. واعتبر بن عيسى أن الثقافة هي «الممهد والمكمل للعمل الديبلوماسي، وتهيئ الأرضية والأجواء المناسبة لإرساء العلاقات الثنائية المتعددة والنافعة»، لأن «الثقافة الحقة هي في جوهرها حاملة دائماً للقيم النبيلة ومشاعر المودة والإخاء، فتلك الخاصية تسهل لها تجاوز الحواجز النفسية بين بني البشر، والمساهمة قدر الإمكان في إصلاح الأعطاب وتخفيف حدّة الأضرار التي يمكن أن تتسبب فيها الديبلوماسية نتيجة سوء تقدير منها، أو قصور في النظر إلى كنه المشاكل القائمة». وختم بالقول «ليس كل مثقف مهما اتسع علمه ديبلوماسياً ناجحاً بالضرورة، مثلما يصعب الاطمئنان إلى الفكرة القائلة بأن الديبلوماسي المحترف يمكن له أن يحقق النجاح بمفرده»، داعياً إلى قراءة مذكرات ومدونات وتقارير حررها ديبلوماسيون أفذاذ من الشرق والغرب والشمال والجنوب، بأسلوب يتعالى على الصراعات الشخصية.