أوضح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى ألمانيا الدكتور عواد بن صالح العواد أن الهدف من مهرجان الجنادرية هو التأكيد على القيم الثقافية والاجتماعية للمملكة التي تمتد جذورها في أعماق التاريخ العربي والإسلامي وإيجاد صيغة للتلاحم بين الموروث الشعبي والإنجازات الحضارية التي تشهدها المملكة والاهتمام بالتراث ورعايته وصقله والتعهد بالمحافظة عليه من الاندثار والإهمال، مشيراً إلى أنها مناسبة ثقافية ملهمة تحظى باهتمام ومتابعة من جميع دول العالم ومؤشراً عميقاً للدلالة على اهتمام قيادتنا الرشيدة – حفظها الله – بالتراث والثقافة والتقاليد والقيم العربية الأصيلة. وعد السفير العواد مهرجان الجنادرية منبراً فكرياً وثقافياً يتضمن عديداً من النشاطات المتنوعة منها المسرحية و الفلكلورية والرقصات الشعبية والندوات والمحاضرات الفكرية التي يجتمع فيها نخب من رجال الفكر والاقتصاد والسياسة من العرب والغرب. وقال» تحل جمهورية ألمانيا الاتحادية ضيف شرف على مهرجان الجنادرية لهذا العام 1437ه في دورتها الثلاثين تحت شعار « ألمانيا بلد الأفكار: للابتكار تقاليد» بمشاركة وفد رفيع المستوى في مقدمتهم معالي وزير الخارجية لجمهورية ألمانيا الاتحادية فرانك فالتر شتاينماير، حيث يضم الوفد عدداً من رجال السياسة والفكر والثقافة ورجال الإعلام والاقتصاد والمستثمرين ورؤساء الشركات الكبرى الألمانية وغرف التجارة والصناعة ودور النشر والمتاحف والفنون والجامعات «. وأكد السفير العواد عمق العلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية ألمانيا الاتحادية في جميع المجالات، لأنها علاقات ليست وليدة اليوم بل تعود جذورها لما يقارب 87 عاماً، حيث تعد المملكة من أقدم الدول العربية التي ارتبطت بعلاقة تاريخية وثيقة مع جمهورية ألمانيا الاتحادية. وامتدح السفير العواد تطور العلاقات السعودية الألمانية التي شهدت زيادة في أوجه التعاون على جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والطبية والعلمية، واصفاً إياها بالشراكة الحقيقية التي ازداد فيها حجم التبادل التجاري والعلمي والتقني بين البلدين إلى قرابة 40 مليار ريال خلال السنة الماضية وأن هناك نمواً مستمراً في التعاون الاقتصادي والتقني بين الدولتين. وشدد على أن مشاركة ألمانيا ضيف الشرف في مهرجان الجنادرية لهذا العام سيكون مميزاً ومختلفاً وسيكون له أثر طيب لدى الشعب السعودي وعامل مهم لتقريب وجهات النظر وبناء جسور من التفاهم والصداقة بين الشعبين الصديقين، مبيناً أن مشاركة ألمانيا تأتي تقديراً لعراقة وأصالة التراث السعودي واحتراماً لهذا التاريخ الأصيل الممتد عبر الزمن ليصل إلى الجيل الجديد من شباب الوطن الواعد. ودعا السفير العواد المواطنين والمقيمين لزيارة الجناح الخاص بجمهورية ألمانيا الاتحادية للتعرف أكثر على أوجه الثقافة الألمانية المتعددة والمتنوعة عن قرب ومشاهدة الصناعات الألمانية المتطورة والتقنية المتطورة، بالإضافة إلى الحرف اليدوية التي لا تزال قادرة على المنافسة في ألمانيا إذ توجد في ألمانيا وحدها أكثر من 300 شركة لإنتاج السلع يدوياً بعيداً عن خطوط الإنتاج الصناعية الحديثة.