في كل مرة تظهر عملية إرهابية ويذهب ضحيتها مجموعة من المواطنين الآمنين في بيت من بيوت الله، تظهر بيانات الشجب والاستنكار من قبل بعض الدعاة والمشايخ لبضعة أيام ثم تعود التغذية العكسية لشحن وتأجيج التطرف والتزمت وأفكار القتل والترهيب. يوم أمس الأول الجمعة وفي هذا اليوم الفضيل، ها هي الأحساء واحة السلام وبلد النخيل ُتطعن بخنجر من الأمام! طالتها يد الغدر والخيانة وليست المرة الأولى، مما يعيد طرح سؤال استفزازي مؤلم! إذا كانت الدولة – رعاها الله – أمسكت قبضة الأمن بيد من حديد، فلماذا لا تتم ممارسة نفس القوة مع الإرهاب الفكري!! إن جولة بسيطة في مواقع التواصل الاجتماعي كفيلة بأن تؤكد أن لغة التكفير ودعاة التفجير ومساندي التزمت والتطرف موجودة في مجتمعنا، ومع هذا يأتي من يقول إن التطرف قادم من الخارج! إنهم بيننا ويستمتعون بكل المميزات وتصدر لهم المجالس وقنوات الفتنة التي تظهر بمظهر السماحة والنقاء! من قتل والده وابن عمه ووالدته وفجر بالمساجد، كل هذه شواهد على أننا نعيش تحت بحيرة من التطرف! إن الإرهاب الفكري هو أخطر وأعظم من الحزام الناسف، وأن محاولة القبض على من تخصّر بالحزام كمن يحاول أن يغرف الماء العذب في البحر، متوقعاً أنه سيكون مستساغاً للشرب! لنتكلم بشفافية وواقعية، فالحكومة يجب أن تتعامل بحزم وجزم مع منابع التطرف، ولنبين أن طرقها ووسائلها السابقة في التعامل لم تؤت ثماراً مقارنة بالوقت والإمكانات والدعم! الوقوف ضد المتطرفين والمتزمتين يجب أن يبدأ بأسلوب جديد.. فإذا كان لي كوان يو رئيس وزراء سنغافورة الأسبق يقول إن تنظيف الفساد مثل تنظيف الدرج يبدأ من الأعلى نزولا للأسفل!! فنحن لا بد أن نبدأ بتنظيف مجتمعنا من الأعلى والأسفل معاً في محاربة دعاة الضلال!