أكدت وزيرة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موجيريني، أن الاتحاد سيُسلِّم أنقرة «في وقتٍ مناسبٍ جداً» 3 مليارات يورو (3.2 مليار دولار) تعهَّد بها في وقتٍ سابقٍ للمساعدة على الحد من تدفُّق المهاجرين صوب أوروبا. ولفت مسؤول أوروبي آخر إلى تغيُّر تركيبة طالبي اللجوء الذين يمرّون من الأراضي التركية. وأبدت فيدريكا موجيريني، بعد اجتماعٍ أمس مع مسؤولين أتراك في أنقرة، ثقةً تامةً في توفير المبلغ المقرَّر. وكشفت عن مواصلة مسؤولي الاتحاد الأوروبي بحث المشاريع والاحتياجات التي سيجري إنفاق المبلغ فيها. وشددت «يتعيَّن علينا تقديم الدعم بشكلٍ جيدٍ لتركيا في مجال العمل الصعب الذي تقوم به لاستضافة وحماية عددٍ هائلٍ من اللاجئين»، فيما دعت الجانب التركي إلى «إدارة تدفق اللاجئين وأيضاً المهاجرين المنتظمين بطريقة أفضل». وكان زعماء الاتحاد الأوروبي اتفقوا على هذه المساعدة، في إطار مجموعة إجراءات تستهدف الحدِّ من أعداد اللاجئين الواصلين إلى قارتهم، لكن إيطاليا أبدت عدم موافقتها على تقديم المبلغ، معتبرةً أنه لا يزال مطلوباً التحقُّق من أوجه إنفاقه. وتستضيف تركيا المرشحة لعضوية الاتحاد أكثر من 2.2 مليون لاجئ سوري، لكن عدداً قياسياً استخدم أراضيها خلال العام الماضي في الوصول إلى الحدود الأوروبية، وحاول كثيرٌ منهم ركوب البحر في رحلة خطرة إلى الجزر اليونانية. وأعلن مسؤول توسيع الاتحاد الأوروبي، يوهانس هان، أن الاتحاد يراقب ما إذا كانت الجهود التركية في الحد من تدفق المهاجرين فعالة. وشملت تلك الجهود حتى الآن إصدار تصاريح عمل للاجئين السوريين ومنح السوريين القادمين جواً تأشيرات دخول. ولاحظ هان تغيُّراً في تركيبة المهاجرين المارين بتركيا «إذ بات السوريون يمثلون 40 % منهم حالياً، والباقون من العراق وأفغانستان وإيران وباكستان». ووصف حرية التعبير بنقطة أساسية في مساعي أنقرة للانضام إلى الكتلة الأوروبية، كاشفاً عن استعداد الاتحاد الأوروبي للعمل مع الأتراك فيما يتعلّق بعملية سلام مع المقاتلين الأكراد بعد تأجُّج أعمال العنف في يوليو الماضي. في غضون ذلك؛ أبلغت الشرطة التركية عن إلقائها القبض على 10 أشخاص للاشتباه في تجنيدهم عناصر لتنظيم «داعش» الإرهابي، لكن لم يتضح ما إذا كانت الاعتقالات ترتبط بتفجيرٍ انتحاري وقع في قلب إسطنبول السياحي الشهر الماضي وأدى إلى مقتل 10 سائحين ألمان. ونفَّذت شرطة مكافحة الإرهاب مداهمةً في وقت مبكر أمس في شارعٍ في أنقرة «بعدما أوضحت مراقبة المشتبه بهم أنهم على صلة بأشخاصٍ في مناطق الصراع». وتلقي السلطات التركية بالمسؤولية في 4 انفجارات وقعت في البلاد منذ يونيو الماضي على «داعش».