أوضح مختصون أن الأفراد العاديين في المجتمعات المتقدمة يحتاجون للعودة إلى الدراسة أربع مرات على الأقل خلال الحياة العلمية، لكي يجددوا معارفهم حتى تتناسب مع التطورات السريعة، في أي مجال من مجالات العمل الحديثة، كما طالب جمع من المختصين وطلبة من الدراسات العليا بضرورة تحديد المعالم الأساسية لفلسفة وأهداف التعليم الموازي لبرامج الدراسات العليا في الجامعات السعودية، وإعادة النظر في برامج الدراسات العليا بما يحقق فلسفة وأهداف التعليم الموازي. وجاء ذلك ضمن جلسات فعاليات مؤتمر التعليم الموازي، الذي نظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حيث استهل ببحث لأستاذ أصول التربية المشارك بكلية العلوم الاجتماعية بالجامعة الدكتور السعيد رشاد، بعنوان: «التعليم الموازي وتحقيق تكافؤ الفرص التعليمية في الجامعات السعودية»، أكد فيه أن العالم يمر بتغيرات حادة، كان للتقدم العلمي والتكنولوجيا المتطورة إسهام كبير في صنعها. وقال تبين لنا أن نظم التعليم العالي التقليدية التي استمرت لفترة طويلة من الزمن لم تعد كافية لاستيعاب العدد الكبير من خريجي الثانوية العامة، ولم تعد كافية لتلبية الطلب الاجتماعي على مواصلة الدراسات. موضحاً أن عدد الطلاب والطالبات في مراحل التعليم العام ارتفع من 536.4 ألف طالب وطالبة عام 1390 ه إلى 4.8 مليون طالب وطالبة عام 1428ه، ونتيجة الزيادة ارتفع عدد الخريجين في المرحلة الثانوية من نحو 2.8 ألف خريج عام 1390 ه إلى نحو 14.9 ألف خريج عام 1400 ه وإلى نحو 239.4 ألف خريج عام 1425ه ونحو 310.8 ألف خريج عام 1428 ه، بمعدل نمو سنوي متوسط 13.6%، ومثلت الأعداد المتزايدة تحدياً أمام المسؤولين عن التعليم العالي. وقدم عميد المركز الجامعي لخدمة المجتمع والتعليم المستمر أستاذ الاقتصاد الإسلامي بجامعة الإمام الدكتور عبدالله الرزين ورقة بعنوان: «القيمة المضافة لبرامج التعليم الموازي للدراسات العليا»، أشار فيها إلى أن القيمة المضافة للتعليم الموازي تتزايد في ظل السياسات التعليمية المستجدة في عصر الانفجار المعرفي والتنافسية الشرسة في سوق العمل والتوظيف، موضحاً أن العلاقة متبادلة بين التعليم والتنمية وكل تقدم أو قصور يصيب التعليم لابد أن ينعكس بالكيفية ذاتها على التنمية، إذ إن استراتيجية التنمية في أي مجتمع لها تأثير كبير على أهمية التعليم علاوة على أنها ترسم أهداف التعليم والسياسات فإنها تضع الآليات فمن خلالها يتحقق الاتساق بين التعليم وغيره من عناصر التنمية. وأوصى الباحث بضرورة تحديد المعالم الأساسية لفلسفة وأهداف التعليم الموازي لبرامج الدراسات العليا في الجامعات السعودية، وإعادة النظر في برامج الدراسات العليا بما يحقق فلسفة وأهداف التعليم الموازي، وأهمية البحث في آليات التكامل والتنسيق بين برامج التعليم الموازي والتعليم النظامي للدراسات العليا، وربط برامج التعليم الموازي بالاحتياجات الوظيفية للمتعلمين، وأن يكون نظام الدراسة بأسلوب المقررات الدراسية لتحقيق تكافؤ الفرص التعليمية وقبول أكبر عدد من الطلاب.