طالب اختصاصيون شاركوا في مؤتمر «التعليم الموازي الحاضر والمستقبل» في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الذي اختتم فعالياته أمس، بضرورة عدم التفريق بين طلاب التعليم الموازي ونظرائهم في التعليم النظامي، سواء من ناحية المخرجات أم معايير القبول والجودة، لافتين إلى أن أبرز مشكلات التعليم الموازي تكمن في كثرة الغياب وتكدس الطلاب في الشعب. وذكر أستاذ التربية في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور محمد السعيد، خلال ورقة عمل قدمها بعنوان «التعليم الموازي وتحقيق تكافؤ الفرص التعليمية في الجامعات السعودية» أن الفرد العادي في المجتمعات المتقدمة في حاجة إلى العودة إلى الدراسة أربع مرات على الأقل خلال حياته العلمية لكي يجدد معارفه حتى تناسب التطورات السريعة في أي مجال من مجالات العمل الحديثة، لافتاً إلى أن المملكة أخذت بفلسفة التطوير في نظامها التعليمي وحاولت ربطه بخطط التنمية، وأن نظم التعليم العالي التقليدية لم تعد كافية لاستيعاب الأعداد الكبيرة من خريجي الثانوية العامة، ولتلبية الطلب الاجتماعي على مواصلة الدراسات العليا، إذ إنه في ظل التقدم العلمي والتكنولوجيا لم يعد يكفي أن يكدس الفرد في بداية حياته مخزوناً من المعارف لينهل منه إلى ما لا نهاية. وأشارت لطيفة البلوي من جامعة الملك سعود، في ورقة بحث «واقع تطبيق التعليم الموازي في برامج الدراسات العليا في كلية التربية بجامعة الملك سعود» إلى أهم الصعوبات التي تواجه تطبيق التعليم الموازي في برامج الدراسات العليا، وقالت: «من ضمن الصعوبات التي تواجه تطبيق التعليم الموازي هو انخفاض المستوى التحصيلي للطلاب والطالبات المنتسبين للبرنامج، إضافة إلى عدم مناسبة الوقت، ما يؤدي إلى كثرة الغياب مع كثرة الأعداد في الشعبة الواحدة، ما يعيق العضو من ناحية عدم قدرته على متابعة جميع الطلاب، وأن قلة التخصصات المتاحة في البرنامج أدى إلى تكدس الطلاب في تخصصات معينة لا تتناسب مع سوق العمل». وقالت الدكتورة فاتن إبراهيم: «لابد من تحديد معايير موضوعية للقبول في البرنامج والارتقاء بمهارات أعضاء هيئة التدريس والاحتكاك بسوق العمل، إضافة إلى استطلاع آراء المؤسسات حول مدى كفاءة العاملين من الطلاب النظاميين أو طلاب التعليم الموازي، إذ ان المؤتمر أثار عدداً من القضايا التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، فمن المفترض ألا يكون هناك فرق بين طالب التعليم الموازي ونظيره في التعليم النظامي لا من حيث المخرجات ولا من ناحية معايير القبول والجودة». ولفتت إحدى طالبات قسم علم النفس الماجستير الموازي وردة الدوسري إلى أنه على الجامعات توفير الإمكانات المساعدة للطالب لمواصلة تعليمه في هذا النوع من البرامج من خلال تذليل العقبات أمام استكمال دراسة الدكتوراه، إضافة إلى النظر في المسمى الأكاديمي وتطوير طرق التدريس مع ضرورة توعية المجتمع بجدوى هذا النوع من التعليم».