أبلغ رئيس الوزراء اليمني المبعوثَ الأممي الخاص بالأزمة بشروط الحكومة قبل الانخراط في جولة المفاوضات المقبلة مع المتمردين، مُشدِّداً على وجوب الإفراج عن المُختطَفين السياسيين، في وقتٍ أكدت مصادر في الضالع سيطرة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على محيط جبل مضرح في مديرية مريس. وأكد رئيس الوزراء، خالد بحاح، للمبعوث، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ضرورة التزام ميليشيات (عبدالملك الحوثي- علي عبدالله صالح) ب «بادرة حسن نية» قبل التفاوض مجدَّداً. وحدَّد، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، 3 شروطٍ للحكومة هي «تطبيق القرار الأممي 2216» و»إطلاق سراح المعتقلين بسبب انتماءاتهم السياسية» و»رفع الحصار عن المدن». وشدَّد بحاح، خلال لقاءٍ جمعه بالمبعوث الأممي أمس في الرياض، على اهتمام الحكومة بإيجاد حل سياسي يوقف نزيف الدم والاحتراب. ووصفَ الحرب بأنها لم تكن إلا خياراً من أجل إحلال سلامٍ مستقبلي دائم. فيما أطلع ولد الشيخ أحمد بحاح على نتائج زيارته الأخيرة إلى صنعاء خصوصاً جهود الإفراج عن معتقلين سياسيين في إطار التحضير لانعقاد الجولة الثالثة من التفاوض في أقرب وقت. وكان مقرراً عقد الجولة في ال 14 من يناير الجاري في جنيف السويسرية، لكنها تأجلت إلى موعد لم يتحدد. والعام الماضي؛ عُقِدَت جولتان في سويسرا أيضاً، لكنهما لم تسفرا عند تقدم. وفي لقاءٍ آخر؛ دعا رئيس الوزراء الاتحاد الأوروبي إلى مساندة الجهود الدولية لإيقاف نزيف الدم الذي تسببت فيه المليشيات الانقلابية، حاثَّاً أوروبا على تقديم المزيد من المساعدات الإغاثية لبلاده التي تواجه أوضاعاً إنسانية صعبة. ولفت خالد بحاح لدى استقباله أمس في الرياض سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى بلاده، بتينا موشايت، إلى دعمه العملية السياسية. وحدَّد أسساً للحل السياسي الدائم بإشارته إلى القرار الأممي 2216، ومخرجات الحوار الوطني الذي جرى في صنعاء قبل عامين، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية (2011). وأبلغَ المسؤولة الأوروبية ببذل حكومته ما في وسعها للتعجيل بالحل. ونقلت عنه «سبأ» تأكيده على الالتزام بالعملية السياسية «على الرغم من عبثية الطرف الآخر وعدم جديته في إيقاف العدوان والحصار على عددٍ من المدن». ويحاصر المتمردون مدينة تعز (غرب) منذ أشهر. وشدَّدت موشايت من جهتها على وقوف الاتحاد الأوروبي مع الشرعية. وعبَّرت عن استنكارها لما ترتكبه المليشيات المتمردة من تجاوزاتٍ بحق المدنيين، مؤكدةً دعم الاتحاد مساعي المبعوث الأممي في التوصل إلى تسوية سياسية توقف القتال وتعيد الأمن والاستقرار. ميدانياً؛ سيطرت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على محيط جبل مضرح في مديرية مريس التابعة لمحافظة الضالع (جنوب) بعد معارك عنيفة ضد الحوثيين وقوات صالح. وأفاد مصدر محلي ب «سيطرة جنود الشرعية على محيط الجبل الذي يطلُّ على الضالع ومنطقتي مريس والعود». لكنه أشار إلى مواجهة صعوبات ميدانية بعدما أحاط المتمردون الموقع بالألغام قبل أن يفرُّوا منه. وتعرض أحد عناصر المقاومة على الإثر إلى إصابة بليغة في ساقه بعد انفجار لغم أرضي. ووفقاً لموقع «المصدر أونلاين» اليمني؛ تشهد المنطقة معارك متقطعة بين الطرفين منذ أسابيع، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى «فيما تبقى مسألة السيطرة على الأرض متباينة بين كر وفر». في غضون ذلك؛ أفرجت ميليشيات (الحوثي- صالح) أمس عن وزير التعليم الفني، عبدالرزاق الأشول، و3 قياديين في حزب الإصلاح. وجاء الإفراج بعد تدخل المبعوث الأممي. وأورد موقع «المصدر أونلاين» أن عبدالرزاق الأشول بات حراً بعد أشهر من اختطافه. وأفرجت الميليشيات أيضاً عن رئيس الدائرة الإعلامية في «الإصلاح»، محمد العديل، و3 قياديين آخرين في الحزب هم علي الحدمة وعبدالله السماوي وحميد القعادي. ووفقاً لمصادر؛ اختُطِفَ القياديين الثلاثة في أغسطس الماضي إثر اقتحام مسلحين حوثيين مقراً ل «الإصلاح» في أمانة العاصمة. لكن الحزب لا زال يطالب بالإفراج عن أحد أبرز قيادييه، محمد قحطان، المختطف منذ مارس الماضي. وفي تصريحات صحفية أمس؛ أقرَّ إسماعيل ولد الشيخ أحمد بعدم تلقيه تأكيدات من الحوثيين فيما يتعلق بحياة قحطان. لكنه صرَّح الخميس، خلال مؤتمر صحفي في صنعاء، بتلقيه تطمينات بشأن سلامة مختطفين آخرين هم وزير الدفاع، محمود الصبيحي، والعميد فيصل رجب، وناصر منصور هادي (شقيق رئيس الجمهورية). وبشأن صحة قحطان التي أثير جدلٌ حولها مؤخراً؛ سمِع المبعوث من جماعة الحوثي أن المعلومات غير متوفرة نظراً لصعوبة الاتصالات. وكان ولد الشيخ أحمد وصل إلى الرياض أمس الأول برفقة معلِّمَين سعوديَّين تعرضا للخطف على يد المتمردين من فندق «موفنبيك» في صنعاء. في سياق آخر؛ عاين قائد المنطقة العسكرية اليمنية الخامسة، اللواء عادل القميري، ومستشار وزير الدفاع، اللواء علي حميد القشيبي، استعدادات قوات الجيش والمقاومة المتمركزة في ميناء ميدي التابع لمحافظة حجة شمالاً. ورافقهما خلال زيارتهما أمس قائد اللواء 82 مشاة، العميد منصور ثوابة. وركز اللواء القميري ومرافقيه على استعدادات القوات لمعركة تحرير الساحل الغربي بدءً من ميدي وصولاً إلى سواحل المخا. وحثَّ القميري، وفقاً لوكالة «سبأ»، على الالتزام باليقظة والإنتباه، فيما أبدى الجنود جاهزيتهم للقتال. وتسعى القوات إلى تحرير مديرية حرض وبقية مناطق مديرية ميدي للإنطلاق صوب تحرير محافظتي صعدة والحديدة.