أكد وزير الخارجية، عادل الجبير، النظر في الإجراءات الإضافية التي يمكن اتخاذها تجاه طهران إذا استمرت في سياساتها، وتوقَّع أن تصبح الأمور أكثر وضوحاً مع مرور الوقت، مُشدِّداً «عليها الاختيار بين أن تكون دولة منطقية أو ثورية». وأوضح في الوقت نفسه أن أزمة الاعتداء الإيراني على البعثة الدبلوماسية للمملكة لن تؤثر على اهتمامها بالقضيتين السورية واليمنية. وأفاد وزير الخارجية، خلال مؤتمرٍ صحفي أمس في الرياض أعقب اجتماعاً خليجياً استثنائياً، بعمل المملكة ودول مجلس التعاون على استصدار قرار في مجلس الأمن يدين العدوان الإيراني. وأوضح «نعمل مع المجتمع الدولي لتوضيح الصورة الحقيقية لإيران وأن الأسلوب الذي كانت تتبعه على مدى 35 سنة غير مقبول ومرفوض، وننظر في الإجراءات الإضافية التي بالإمكان اتخاذها تجاهها إذا ما استمرت في سياستها الحالية». وأشار الوزير إلى بحث الاجتماع الخليجي الطارئ الخروج برؤية مشتركة حيال الاعتداءات الأخيرة والسياسات العدوانية لطهران في الشرق الأوسط وتدخلاتها المستمرة في شؤون دوله بغرض زعزعة الأمن والاستقرار. وشدد على أن «كل سلبية وكل عداء أتى أو دُعِمَ من إيران على مدى 35 عاماً منذ ثورتها في 1979». وذكَّر بأنه منذ وقوع هذه الثورة بدأت إيران في تبني أجندة طائفية لتقسيم الدول والشعوب، واتهمها بإيواء الإرهابيين وبالقيام بأعمال «ضدنا وضد دول الجوار والتدخل في شؤوننا الداخلية وشؤون دول الجوار». ووصف الجبير هذه الأعمال بأنها «ليست مقبولة». وذكر أن «الموقف الذي اتخذته المملكة إلى جانب حلفائها هو لنقول: كفى، وبالتالي هذه الأعمال لا يمكن أن نقبل بها»، مستنكراً أن تتخيل إيران تعامل الجميع معها بشكل طبيعي في وقتٍ تدعم فيه قتل الأبرياء وتعتدي على السفارات وتتدخل في شؤون الآخرين»، داعياً إياها إلى اتخاذ قرار بين أن تكون دولة أو ثورة «فإن كانت دولة فعليها التصرف بعقلانية ويمكن حينها للدول التعامل معها، أما إن كانت ثورة فمن الصعب إن لم يكن مستحيلاً أن نتعامل معها، فالثورات ليس لها منطق بل هي تعمل بدافع العاطفة». وأبدى في الوقت نفسه ترحيب المملكة ب «فرصة لأن نرى إيران تتصرف كدولة طبيعية وسلمية لا تتدخل في شؤون دول المنطقة ولا تدعم الإرهاب، وهذا هو كله بيدها إذا أرادت أن تكون دولة جوار جيدة وطيبة». و»أما إذا واصلت تصرفها بهذا الجو العدائي مع دول المنطقة؛ فأعتقد أن معظم الدول في العالم الإسلامي والعربي رفضت هذه الخطوات الإيرانية واتخذت خطوات حيال ذلك لإعادة رسم علاقاتها معه»، بحسبه. في سياقٍ متصل؛ لفت وزير الخارجية إلى اقتراح الرياض عقد اجتماع وزاري استثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي، لبحث الاعتداء على السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد. وشرَح أن المنظمة ترسِل دعوات الاجتماع إلى جميع الدول الأعضاء بما في ذلك إيران. وحدَّد هدفاً للاجتماع «هو تحديد موقف الدول الإسلامية، لأن مثل هذا العمل غير مقبول ومرفوض من القانون الدولي ومن اتفاقيات فيينا ومن ميثاق منظمة التعاون»، متوقعاً اتخاذ دول «التعاون الإسلامي» موقفاً حازماً مثلما فعلت دول «التعاون الخليجي». وأعرب أيضاً عن تطلعه إلى اتخاذ جامعة الدول العربية، التي تجتمع اليوم في القاهرة على المستوى الوزاري، موقفاً قوياً فيما يتعلق بعدوان إيران على السفارة والقنصلية السعوديتين وبتدخلها في شؤون دول المنطقة وبدعمها للإرهاب. إلى ذلك؛ شدد الجبير على أن الأزمة مع طهران لن تؤثر على الأزمتين السورية واليمنية. وتعهد ب «مواصلة العمل مع الدول المشاركة في اجتماعات فيينا للتوصل إلى حل سوري وفقاً لمبادئ بيان جنيف الأول لإيجاد مجلس حكومة انتقالية يؤدي إلى سوريا جديدة ليس لبشار الأسد وجود فيها». ولفت إلى «دعم موقف المعارضة السورية في غياب تلك العملية». وفي شأن اليمن؛ أكد الجبير مواصلة دعم الحكومة الشرعية للمحافظة على نفوذها وتوسيعه. ونبَّه إلى أهمية الأخذ بقواعد الحل السلمي مُمثَّلةً في قرار مجلس الأمن رقم 2216، والمبادرة الخليجية (2011)، ومخرجات مؤتمر الحوار الذي انعقد في صنعاء بين مارس 2013 ويناير 2014. وذكَّر بأن طهران لعبت دوراً سلبياً في البلدين، إذ دعمت الحوثيين بالمال والعتاد والأفراد وبالسفن المحمَّلة بالأسلحة التي ضبطها التحالف العربي، فيما أرسلت حرسها الجمهوري إلى سوريا لحماية الأسد مع استدعاء ميليشيا حزب الله، ما أسفر عن مقتل 250 ألف سوري وتشريد السكان.