تشكل سيادة الدول خطاً فاصلاً لا يقبل حتى بالاقتراب منه، وأي خضوع وذبول أمام هذا التحدي يضع الدول في مكانة مهزوزة أمام الشعوب أولاً، ثم أمام الدول الأخرى، وهذا ما يصنع للدول هيبتها وكرامتها سياسياً. قبل بضعة أيام صنعت دولتنا قراراً سياسياً رشيداً ومهماً في قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، بعد أن تعاملت مع السفارة السعودية بتصرف لا يليق حتى بأشباه الرجال، من حرق مبنى القنصلية وسرقة الممتلكات؛ اعتراضاً على إعدام «سعودي» شيعي من بين 47 سعوديا مارسوا الإجرام والإرهاب!! لقد كانت إيران منذ بضع سنوات تمارس خبثها ومكرها ليس من خلال الميليشيات لأنها أجبن من أن تواجه وإنما عبر محاولات الاغتيال وتأجيج الطائفية، بمجموعة من الحمقى وعلى رأسهم نمر النمر، الذي كان يدار من خلال ريموت كنترول صنع في طهران! لقد دفعت إيران كثيراً للهالك النمر، ظناً منها أنه سوف يقوم بتنفيذ الخطط الإرهابية وإشعال الطائفية النتنة؛ إلا أن اختيارهم لم ولن يكون موفقاً في ظل قبضة الأمن الصارمة والمحاكمات العادلة وتكاتف المواطنين سنة وشيعة تجاه الإرهاب.. أكد إعدام النمر أن إيران تمثل العدو الأول الذي يسعى جاهداً لبث الفتنة وزعزعة الأمن، فكل الشكر للنمر الذي سارع في إثبات شر إيران من خلال ميوله ودعمه وولائه الإيراني ! لقد ظنت طهران أن الرياض ستقف صامتة على هذه الحرب الصامتة؛ إلا أن قرار الحكيم من صانع الحزم والحسم الملك سلمان بن عبدالعزيز جاء سريعاً، والأجمل تكاتف الدول العقلانية في قطع العلاقات.. هم أحرقوا السفارة ونحن أكرمنا سفيرهم «المطرود» إلى آخر لحظة في المطار وهنا تُعرف الرجولة! سوف تندم إيران على فعلتها.. حفظ الله بلادنا من كيد الحاقدين.