من الخطأ الاعتقاد أن الأجندة الإيرانية التوسعية تتلخص في تصدير الثورة فحسب، بل ثمة سبب قد يخفى على كثيرين وهو الحقد الفارسي الدفين على ما حققه العرب من حضارة بزت بها الحضارات، وتربعت على القارات، ومن يقرأ التاريخ يدرك أن إيران كانت ولم تزل تلهث للتحضر والعلوم، «بينما ما تقترفه من ترهات يتنافى وتطلعاتها».. هاكم هذا المقتطف الذي يدل على أن ما تفعله إيران نسخة عما فعله (كورش أول ملوك فارس)، بداية نعرج على ما أشارت إليه الباحثة الإيرانية (ليلى برات زادة)، بأن الإيرانيين القدماء أخذوا الأحرف الآرامية وأضافوا إليها حروف العلة (الحركات).. كما يرى الباحث الفرنسي (إندريه بيشوخ في كتابه ولادة العلوم الطبيعية)، أن مهد العلوم بلاد مابين النهرين والحضارة البابلية. وازدهرت بابل العاصمة التي امتدت من الهند شرقاً وحتى مصر غرباً، وتمكن كورش الأخميني من القضاء على الدولة البابلية. واتخذها عاصمة بدلاً من المدن الفارسية بوصفها تفوق مدنه علماً وتحضراً وعمراناً… انتهت الإمبراطورية الأخمينية بانتصار الإسكندر المقدوني عليها، فعاد الفرس الساسانيون وسيطروا على العراق حتى مجيء الإسلام، وبعد انتصار العرب على الفرس في معركة القادسية ثم معركة (نهاوند) ودخول الفرس في الإسلام، استطاع العرب المسلمون الانتصار على القوتين العظميين آنذاك (الفرس والبيزنطيين) وحكموا نصف الكرة الأرضية تقريباً، فانتشرت اللغة العربية والعلوم في أوروبا (الجبر، الكيمياء). إليكم هذه النتف مما قاله (كورش) إبان استيلائه على بابل.. (سوف أحترم عادات وأديان كل الشعوب ولن أعتمد الحرب وسيلة من أجل السيطرة ولن أسمح بالقمع.. لكنه اختتم لابد من القضاء على هذه المواريث في جميع العالم!!).. ألا يتطابق ذلك مع فعله ويفعله سدنة إيران من هرطقات ومفارقات؟!