مهما قرأنا، أو سمعنا فلن نجد يوماً وصفة لجعلك تشعر بالرضا! فمن السهل والممكن علينا جميعاً الحصول على وصفات طبية أو شعبية من أجل الشفاء من داء أو مرض يكدر صفو عيشنا ففي الهواتف تصلنا عشرات الرسائل اليومية التي قد يكون إحدها مضمونا كنصيحة، أو إرشاد وتوجيه من شخص يحب لك الخير، ناهيك عن مصادر المعرفة التي توسعت في عصرنا الحالي بوجود الإنترنت الذي سهل علينا كثيراً من الصعاب. ومع تطور نمط الحياة وتغير أساليب العيش والتعايش بين أفراد المجتمع فإنه يغلب على حياتنا الهموم والمشاق التي نتكبدها في نيل حياة رغيدة مستوفية لكل سبل الراحة والرفاهية وبذلك أصبح لكل شيء مقابل حتى كانت المديونية مضاعفة والأجور باهظة سواء على سبيل الماديات أو المعنويات وقّلَّ الشعور بالرضا وزاد الشعور بالسخط والنقص وعدم الاكتفاء المعنوي. إليك أيها القارئ الكريم ثمانية أمور لجعلك تشعر بالرضا وهي: أولاً: إياك ومقارنة حياتك بحياة أي شخص آخر، فمجرد ما أن تبدأ بالمقارنة فإنك تثبت لنفسك بأنك شخص عاجز عن تطوير حياتك وتحسينها ومتفرغ لمراقبة حياة الآخرين دون أي جدوى من ذلك سوى الإحساس بمشاعر سلبية تعيق حياتك. ثانياً: الحياة قصيرة جداً فلا تجعل أي أمر يأخذ من صحتك ووقتك وراحة بالك مالا يستحق وإن كان ذا تأثير كبير حتى لا يحملك فوق طاقتك ويفقدك جمال روحك. ثالثاً: قدر وجود كل جميل وذو جوهر ثمين في حياتك بالتقدير المناسب، فمشاعر الامتنان تجلب لك شعوراً عميقاً بالرضا. رابعاً: العطاء بذرة خير وفير تثمر لك ثماراً لا تحصى فلو طوعنا أنفسنا لعمل الخير والتقرب إليه تعالى لسد حاجة معوز، أو إطعام مسكين أو إسداء معروف لشخص يجهلك، لتذوقت الشعور بالرضا الحقيقي الذي يبذل دون مقابل. خامساً: التطوع عمل و قول يقدم في سبيل منفعة الآخرين وما أن تنخرط به تجد أن إنسانيتك أصبحت عالية وهمتك مرتفعة فتعلو معها مشاعرك وتتحسن نفسيتك حتى تصبح بأعلى المعنويات. سادساً: جرب أن لا تستعين على قضاء حوائجك اليومية بابن أو سكرتير أو خادم أقدم على القيام بها بمفردك اصنع قهوتك بنفسك واطبع بريدك وانفع نفسك بنفسك ستشعر بأن كل أمورك تحت السيطرة فيولد بداخلك شعور بالرضا. سابعاً: قرب من حولك إليك، أحطهم بكلماتك الصادقة، شجعهم، ادعمهم، كن سببا في تطورهم وتحسين أحوالهم وتذكر دائماً أنك ستشعر بالرضا. ثامناً: اخفض سقف توقعاتك وكن طموحا بحدود الواقعية، ولا تجعل ظنون الآخرين كسهام تجرح روحك برماحها، بل ثق بنفسك ولا تعتني بما يقوله الآخرين عنك من مدح وذم فكلما عرفت قيمتك لم يزد عليك المدح ولن ينقصك الذم وستبقى شامخا برضاك عن نفسك وهذه هي الغاية والمطلب الحقيقي لتنعم بحياة مريحة مبهجة بعيدة عن خيبات الظن وخالية من عدم الشعور بالرضا وهو المسبب الرئيسي في تنغيص وكدر حياة كثير من الناس.