هدد رئيس بوروندي بيير نكورونزيزا أمس بمحاربة أي قوة حفظ سلام أفريقية تفرض على بلاده، وذلك في أقوى تصريح له حتى الآن بشأن أزمتها السياسية المتصاعدة. وكان الاتحاد الأفريقي قد أبدى هذا الشهر استعداده لإرسال قوة لحفظ السلام قوامها خمسة آلاف فرد لحماية المدنيين الذين يحاصرهم العنف منذ شهور مستخدماً للمرة الأولى صلاحيات للتدخل في الدول الأعضاء رغم إرادتها. وقال نكورونزيزا في تصريحات بثتها الإذاعة الحكومية «يجب أن يحترم الجميع حدود بوروندي». وأضاف في أول رد فعل علني على خطة الاتحاد الأفريقي «في حالة انتهاك هذه المبادئ فسيكونون قد هاجموا البلاد وسيهب كل مواطن بوروندي لمحاربتهم… سيكون البلد أمام هجوم وسيرد». وقال مسؤولون حكوميون آخرون إن مجيء أي جنود لحفظ السلام دون إذن بوروندي يعد انتهاكاً لسيادتها. وفر أكثر من 220 ألف مواطن منذ الأزمة التي اندلعت في إبريل؛ بسبب مسعى نكورونزيزا الترشح لولاية رئاسية ثالثة. ونزلت جماعات المعارضة إلى الشوارع قائلة إنه يخالف مدة الولاية الرئاسية المسموح بها بموجب الدستور، لكنه أشار إلى أمر قضائي يسمح له بالترشح وفاز في يوليو في انتخابات أثارت كثيراً من الجدل. وقد استأنفت الحكومة والمعارضة البورونديتان في كمبالا محادثاتهما برعاية الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني لمحاولة إحياء حوار متوقف منذ خمسة أشهر وحل الأزمة السياسية الخطيرة التي تشهدها بوروندي. واجتمع ممثلون للحكومة والمعارضة والمجتمع المدني في قصر عنتيبي الرئاسي بالقرب العاصمة كمبالا. وتمكنت كل الأطراف من التعبير عن مواقفها في اجتماع برئاسة الرئيس الأوغندي. وكان موسيفيني الوسيط الذي عينته مجموعة دول شرق أفريقيا قد صرح في بداية اللقاء «أطلب منكما، من الجانبين، الجلوس والتوصل الى حل سياسي لإنهاء معاناة الشعب» البوروندي، كما نقلت صحيفة ديلي مونيتور. وأضاف «ليس لديكم أي عذر. يمكنكم أن تلتقوا فترة بعد الظهر وتتفقوا». وهدف اللقاء إلى استئناف حوار قطع في يوليو الماضي بعد انسحاب الجانب الحكومي من المحادثات قبل يومين من الانتخابات الرئاسية التي سمحت باعادة انتخاب الرئيس المنتهية ولايته نكورونزيزا لولاية ثالثة. وقالت مصادر دبلوماسية إن اجتماع الإثنين ليس سوى مقدمة لاستئناف المفاوضات رسمياً مطلع يناير في أروشا، لكن صعوبات الاتفاق على كيفية عقد الاجتماع تشير إلى أن الطريق مازال طويلاً. وقال وزير الدفاع الأوغندي كريسبوس كيونغا إن المحادثات ستستأنف في السادس من يناير في أروشا في تنزانيا. لكن السلطات البورندية ردت على الفور بالتأكيد أنه «ليس هناك توافق» على هذا الموعد. واختيار أروشا لاستئناف المحادثات يرتدي طابعاً رمزياً. فقد استضافت هذه المدينة لأكثر من عامين بين 1998 و2000 المفاوضات بين البورونديين التي أفضت إلى اتفاق سلام أنهى الحرب الأهلية (1993-2006) بين الجيش الذي كانت تهيمن عليه أقلية التوتسي والمتمردين الهوتو.