في علم الإدارة والقيادة دائماً ما يبادر رأس الهرم إلى تحمّل أخطاء فريق العمل لديه كنوع من الشجاعة والمسؤولية، في خطوة تظل هي الأجمل في أقبح أنواع الأفعال التي تقوم بها إدارته! رحم الله شهداء مستشفى جازان العام الذين رحلوا نتيجة خطأ إداري وتقني تسبب في كارثة إنسانية لم تمر في تاريخ البلاد بما يتعلق بالخدمات الصحية.. نعرف جيداً أن الخطأ واضح وفاضح على مديرية الشؤون الصحية في جازان وعلى إدارة المستشفى، الذي -مع الأسف- يعتبر من المستشفيات الجديدة التي سُلمت بناءً على متطلبات السلامة! وزير الصحة المهندس خالد الفالح، الذي بادر بشجاعة بتحمّل مسؤولية الحادث، لم يتخذ قرارات تشفي غليل ذوي الشهداء! وإذا كنا ننتظر نتائج لجنة التحقيق، فاللجنة أسماؤها لم تتغير منذ سنوات! لن نطلب منك أن ترحل وتترك الكرسي؛ ولكن نريدك قبل أن تترجل أن تؤمن للمواطن العادي ما لدى المواطن من فئة أرامكو! أنا أحد أبناء أرامكو وأعي تماماً معنى الجودة والسلامة وهذا ما نريده! هل تعرف يا معالي الوزير أن متطلبات الجودة في المستشفيات بالإمكان تحقيقها ببضعة علاقات شخصية وأموال تصرف تحت بند المراجعة والتطوير! يا معالي الوزير، الخلل في وزارتكم إداري وليس له علاقة بنقص الميزانية والموارد البشرية، فقبل بضعة أشهر قابل نائبكم الأستاذ حمد الطويلع، بطلب من رئيس جمعية الإدارة الصحية وهي الفئة الأكثر فهماً وتخصصاً ودراية ومعرفة بإدارة الخدمات الصحية بتقديم الخدمات التي تساند وتدعم الوزارة في تكامل لمنظومة العمل؛ وإلى هذا اليوم لم يحدث أي تواصل بين الوزارة مع الجمعية! هل عرفت الآن أين مكمن الخلل يا معالي الوزير!!