ذكرت صحيفتان بلجيكيتان أن لجنة من الشرطة تعكف على أخذ أقوال أعضاء هيئة التدريس في إحدى كليات بروكسل بعدما استهانت إدارتها التعليمية بمخاوف تتعلق بتشدد طالب شارك فيما بعد في تفجيرات باريس الانتحارية. والطالب هو بلال الحدفي (20 عاماً) أحد المهاجمين الذين شاركوا في تفجير انتحاري خارج استاد فرنسا في باريس في 13 نوفمبر. وكان الحدفي طالباً في كلية «أنيسينس فانك» في بروكسل إلى أن توقف عن الدراسة فيها في فبراير حيث سافر إلى سوريا. واستشهدت الصحيفتان «دو مورجن» و»هيت لاتست» الناطقتان بالهولندية بوثائق قالتا إنها تظهر قلقاً بالغاً بين أعضاء هيئة التدريس إزاء آراء الحدفي المتطرفة التي كانت واضحة في قاعات الدرس. ولم تتناول الصحيفتان بالتفصيل طبيعة الوثائق المشار إليها لكنهما قالتا إنها تظهر أن مدير الكلية أبلغ الإدارة التعليمية في بروكسل في أبريل بأن الحدفي الذي يحمل الجنسية الفرنسية قد سافر إلى سوريا. وقالت الصحيفتان إن اللجنة تحقق لمعرفة سبب عدم إبلاغ الشرطة بهذه المعلومات. وتواجه بلجيكا اتهامات دولية بأن قلة الإنفاق والصراع السياسي الداخلي جعلا أجهزتها الأمنية أضعف حلقة في دفاعات التصدي للإرهاب في أوروبا. ولم يتضح متى عَلِم المسؤولون الأمنيون في بلجيكا بأن الحدفي سافر إلى سوريا. ولدى عودته إلى أوروبا تمكن الحدفي من الإفلات من أجهزة الأمن التي وضعت أجهزة تنصت في الشقة التي سجلها في بياناته كمحل إقامته، لكنه لم ينزل فيها ولم يتسنَّ تعقبه. وفي سياق متصل، قالت الشرطة في العاصمة النمساوية فيينا أمس إن ما وصفته بجهاز مخابرات صديق حذر عديداً من العواصم الأوروبية من وقوع هجوم محتمل بإطلاق نار أو تفجير في أوروبا قبل مطلع العام الجديد، ما دفع قوات الشرطة في شتى أرجاء القارة إلى تكثيف الاحتياطات الأمنية. وقالت شرطة فيينا في بيان «ذكرت أسماء عديد من المهاجمين المحتملين وتم فحصها ولم يصل التحقيق الذي استند إلى عمليات الفحص إلى نتائج ملموسة». يأتي التحذير بعد ستة أسابيع من هجوم باريس الذي أودى بحياة 130 شخصاً وأعلن تنظيم داعش المسؤولية عنه. وأضاف البيان «قبيل حلول عيد الميلاد أرسل جهاز مخابرات صديق تحذيراً إلى عدة عواصم أوروبية يقول إنها قد تتعرض لهجوم بمتفجرات أو بإطلاق الرصاص بين عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية في مناطق مزدحمة». ولم يتسنَّ الاتصال بشرطة فيينا على الفور للتعليق. وقالت الشرطة إن التحذير الوارد من جهاز المخابرات الذي لم يذكره البيان بالاسم، يشير إلى مستوى عالٍ من الخطر عن مستوى عام ورد في وقت سابق، وطلبت الشرطة من النمساويين أن يتفهموا قيوداً يجري فرض المزيد منها. وأضافت أن الاحتياطات الأمنية الإضافية تتضمن مراقبة الأماكن المزدحمة «لا سيما خلال المناسبات وعلى المحاور المرورية» مع إجراء فحوص مشددة على بطاقات الهوية، ونصحت بتوخي أكبر قدر من اليقظة فيما يتعلق بأشياء قد تحمل متفجرات مثل الأكياس والدراجات.