واصلت القوات العراقية أمس التقدم ببطء لتحرير مدينة الرمادي حيث يتحصن بقايا عناصر تنظيم داعش في مركز المدينة، بسبب عبوات ناسفة وكمائن ووجود مدنيين محاصرين فيها. وقال المتحدث باسم الائتلاف الدولي الكولونيل ستيف وارن إن «مقاومة شرسة ومعارك ضارية تدور منذ 24 ساعة في القسم الجنوبي من مدينة الرمادي». وأشار إلى قيام الجهاديين بإقامة مواضع دفاعية قوية مستخدمين عبوات ناسفة في شكل حقول ألغام وكمائن إضافة إلى تفخيخ المنازل. كما نشر الجهاديون حوالي 100 مسلح على امتداد الطريق القريب من المجمع الحكومي، وفقاً للمتحدث. وذكَّر واران بأنه «بسبب طبيعة المنطقة يسهل على عدد قليل إيقاف (تقدم) مجموعة كبيرة». وذكرت بيانات عسكرية عراقية أمس أن طائرات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة قصفت مواقع يسيطر عليها تنظيم داعش في مدينة الرمادي دعماً لجهود القوات الحكومية لاستعادة المدينة واستكمال الحملة العسكرية لطرد المقاتلين المتشددين من مراكز سكانية رئيسة. وجاء في بيان عسكري عراقي أذيع في التليفزيون الرسمي أن مقاتلات التحالف شنت 27 غارة على مواقع يسيطر عليها متشددو التنظيم في آخر منطقة يسيطرون عليها في قلب الرمادي التي تقع على ضفة نهر الفرات على بعد 100 كيلومتر تقريباً غربي بغداد. وتجري اشتباكات شرسة حول مجمع المباني الحكومية في وسط مدينة الرمادي، الذي يمثل استعادة سيطرة القوات الأمنية عليه خطوة رئيسة على طريق تحرير كامل المدينة من قبضة تنظيم داعش. وقال ضابط برتبة مقدم في الجيش إن «القوات العراقية وصلت عند محيط منطقة الحوز من الجهة الجنوبية لمدينة الرمادي، وباتت على بعد حوالى 500 متر عن المجمع الحكومي، وتواصل الاشتباك مع عناصر داعش». وذكر رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت، أن «القوات العراقية تتقدم بحذر شديد» في القسم الجنوبي من مدينة الرمادي. وأشار إلى وجود عدد كبير من العبوات الناسفة التي زرعها الجهاديون في المدينة واحتمال وجود مدنيين محاصرين ويستخدمون كدروع بشرية «وهذه تمثل عوائق رئيسة». وقال المقدم في الجيش إن جنديّاً على الأقل قتل وأصيب سبعة آخرون بجروح خلال اشتباكات وقعت في الساعات الماضية في منطقة الحوز، في الرمادي. فيما سجل مصدر طبي أمس وصول 22 جنديَّاً إلى مستشفى أبو غريب أصيبوا خلال الاشتباكات التي تجري في الرمادي. وقال عضو مجلس قضاء الرمادي إبراهيم العوسج إن «عدد الموجودين داخل الرمادي لا يرقى إلى مستوى سرية من داعش» في إشارة لوجود أقل من 400 مسلح في المدينة. وقال ضابط برتبة عميد في شرطة الأنبار، إن «قوات الشرطة قتلت سبعة انتحاريين من تنظيم داعش خلال مواجهات تمكنت الشرطة خلالها من تفجير أحزمتهم وقتلهم». وبدأت عملية استعادة السيطرة على مدينة الرمادي منذ شهر، بمشاركة قوات عراقية قامت بقطع خطوط الإمداد عن باقي مناطق محافظة الأنبار ثم السيطرة تدريجيّاً على محيط المدينة وغلق الطرق والجسور المؤدية إلى وسط المدينة. ومازال التنظيم المتطرف يسيطر على مساحات واسعة وأعلن إقامة «دولة الخلافة» فيها في العراق وسوريا.