قال مسؤولون أمس إن الطيران الأمريكي نفّذ هجومين في منطقة سانجين التي تقع في جنوبأفغانستان واجتاحها مقاتلو حركة طالبان هذا الأسبوع. وزاد القتال العنيف في إقليم هلمند المعقل التقليدي لطالبان وأحد أهم مراكز إنتاج الأفيون في العالم الضغط على الرئيس أشرف غني الذي بات في وضع الدفاع بعد تدهور الوضع الأمني في البلاد. وقالت طالبان التي تهيمن بالفعل على منطقة سانجين كلها تقريباً الأربعاء إنها سيطرت على مبان تابعة للشرطة وأخرى إدارية في قلب المنطقة حيث كانت مجموعات صغيرة من أفراد الشرطة تتحصن. لكنّ مسؤولين حكوميين نفوا ما أعلنته طالبان وقالوا إنهم دحروا المتشددين. وتسعى طالبان إلى إعادة حكمها المتشدد الذي أطاح به غزو قادته الولاياتالمتحدة عام 2001. وذكر الجنرال عبدالودود وهو قائد كبير في الجيش أن عملية مشتركة بين القوات الأفغانية وحلف شمال الأطلسي مدعومة بالطائرات طردت طالبان من مناطق رئيسة وقتلت 60 من مقاتليها وأصابت 40 آخرين. وقالت وزارة الداخلية بدورها إن قوات الأمن قتلت قائداً بارزاً في طالبان وأن اسمه الملا ناصر. وأكد مقر حلف شمال الأطلسي في كابول وقوع الضربتين الجويتين لكنه لم يقدم تفاصيل. وقال الكولونيل مايكل لوهورن من الجيش الأمريكي «نفذت القوات الأمريكية غارتين في منطقة سانجين بإقليم هلمند يوم 23 ديسمبر». وتسيطر طالبان بالفعل على ثلاث مناطق في هلمند فضلاً عن أجزاء كبيرة في باقي الإقليم خارج المراكز الرئيسة وتتحكم في طرق استراتيجية رئيسة مما يجعل من الصعب تعزيز قوات الأمن التي عزلها تقدم مقاتلي طالبان أو إمدادها بالمؤن. لكن خسارة سانجين التي قاتلت القوات البريطانية والأمريكية لسنوات من أجل استعادتها ستكون ضربة قوية للقوات الغربية التي تدعم حكومة الرئيس أشرف غني التي تقاتل وحدها الآن منذ أن أنهت القوات الدولية العمليات القتالية في أفغانستان العام الماضي. وتم إرسال مستشارين عسكريين لحلف شمال الأطلسي إلى هلمند إلى جانب قوات بريطانية إضافية تصل في غضون أيام لكن مسؤولين قالوا إن دورهم يقتصر على تقديم المشورة ولم يؤكدوا تقارير عن وجود وحدات من القوات الخاصة.