قدَّرت المنظمة الدولية للهجرة عدد اللاجئين الذين دخلوا أوروبا برَّاً وبحراً هذا العام ب 991 ألفاً، فيما توقعت وصول عددهم إلى مليون في الأيام المقبلة، في وقتٍ تطلَّعت سويسرا إلى اتفاقٍ مع اتحاد القارة بشأن الهجرة. وأفادت المنظمة باستقبال الجزر اليونانية الأربعاء الماضي 4300 مهاجر قَدِموا عبر البحر ووصل 3400 منهم إلى جزيرة ليسبوس «ما يعني أن تدفُّقات الفارِّين من الحروب والفقر في الشرق الأوسط وإفريقيا عبر تركيا مستمرة رغم برودة الشتاء وارتفاع الأمواج وزيادة سرعة الرياح في البحار». وبحلول الثلاثاء المقبل؛ قد يصل العدد الإجمالي للمهاجرين صوب أوروبا إلى مليون شخص لهذا العام في عددٍ غير مألوف، بحسب المتحدث باسم «الدولية للهجرة»، جويل ميلمان. وأبلغ ميلمان الصحفيين بقوله «شهدنا تدفُّقاً قوياً في آواخر العام، ولهذا نُقدِّر أنه بحلول يوم الثلاثاء، وربما قبل ذلك، سيتجاوز العدد المليون». ولاحظ أن عدد الأشخاص الذين وصلوا إلى القارة العجوز خلال 2015 سيُمثِّل ما لا يقلّ عن أربعة أضعاف عددهم خلال 2014. وأشار بينما كان يتحدث في اليوم العالمي للهجرة إلى «تلك التدفقات الكبيرة جداً في ديسمبر في البحر المتوسط، ما ينبئ بأنها ستشهد كثيراً من حالات الوفاة وهو ما نخشاه». وحدث ذلك على نحوٍ خاص في شرق البحر المتوسط أو بحر إيجة، حيث أحصت «الدولية للهجرة» 706 وفيَّات منذ بداية العام. ويشمل الإجمالي 422 شخصاً لقوا حتفهم منذ 16 أكتوبر الماضي في المتوسط بمعدل 7 حالات وفاة يومياً. ووصف ميلمان الأمر ب «مقلق للغاية»، وقال «لا نتمنى تكرار ماحدث في شتاء العام الماضي، لكن مما نراه لا تزال التدفقات قوية وخطيرة». يأتي ذلك فيما رجَّحت الأممالمتحدة في وقتٍ سابقٍ أمس تجاوُز عددِ من شُرِّدوا في العالم كلِّه رقماً قياسياً هو 60 مليون شخص هذا العام. في هذه الأثناء؛ تطلَّع الرئيس السويسري المقبل، يوهان شنايدر- أمان، إلى إبرام اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي للحفاظ على حرية تنقل العاملين، رافضاً وصف تهديد حكومته بفرض قيودٍ على الهجرة بأنه «ليس خدعة». وأبدى شنايدر- أمان، الذي يتسلم الرئاسة العام المقبل من سيمونيتا سوماروجا، تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع اتحاد القارة. والعام الماضي؛ وافق الناخبون السويسريون بهامشٍ ضئيلٍ على استفتاءٍ بشأن الهجرة الجماعية التي تتطلب تحديد حصصٍ وتتعارض مع المعاهدات الثنائية الحالية مع الاتحاد، التي تضمن حرية تحرُّك الأفراد. ويودُّ القادة السويسريون فرض بعض القيود على الهجرة مع الحفاظ على العلاقات مع القارة كأكبر شريك تجاري. وأبلغ شنايدر- أمان صحيفة «نوي تسورتشر تسايتونج» السويسرية بأن «الأمر واضح، فهناك ضرورة دستورية لدينا لتقييد الهجرة»، كاشفاً «نحن نتفاوض حالياً مع بروكسل». وبالنسبة إليه؛ فإنه «لا مصلحة لأي من الطرفين في إلغاء حرية تحرك الأشخاص».