أحصت وسائل الإعلام الرسمية في تركيا مقتل 55 مسلحاً كردياً في 3 أيام من الاشتباكات مع قوات الأمن في مناطق حضرية، في وقتٍ دعا زعيم حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد إلى ما سمَّاها «مقاومة كريمة» في جنوب شرق البلاد. وسُمِع في بلدة الجزيرة (جنوب شرق) أصواتُ دُوي لمعركةٍ بالأسلحة النارية، وشوهِد تصاعدٌ للدخان من مبانٍ، بينما كانت طائرة مروحية تحلِّق في السماء. وأبلغت مصادر أمنية عن مقتل جندي وشخصين آخرين «في أحداث الاشتباكات هناك». يأتي ذلك بعد يومٍ من تعهد الرئيس، رجب طيب أردوغان، بأن تبيد القوات مقاتلي حزب العمال الكردستاني المتمرد. وفي يوليو الماضي؛ انهار اتفاقٌ لوقف إطلاق النار استمر عامين بين الدولة والحزب، ما جدَّد القتال الذي أوقع أكثر من 40 ألف قتيل خلال 3 عقود. وأصابت أحدث الاضطرابات ديار بكر، المدينة الرئيسة في الجنوب الشرقي ذي الأغلبية الكردية، حيث استخدمت الشرطة مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المحتجين على العمليات الأمنية التي شمِلَت أيضاً حي صور التاريخي. وروى شهود أن المحتجين تفرَّقوا في الشوارع الجانبية مع بدء تدخل الشرطة تزامناً مع دعوة حزب الشعوب الديمقراطي إلى «مقاومة العمليات». وقال رئيس الحزب، صلاح الدين دمرداش، في مؤتمرٍ صحفي «ندعو شعبنا إلى توسيع الكفاح وتبني هذه المقاومة الكريمة». وتابع خلال مؤتمر صحفي «إذا كانوا يظنّون أن باستطاعتهم دفعنا للتراجع خطوة إلى الوراء باستعراض مدفع دبابة، فهم مخطئون، نحن لا نخشى إلا الله وندعو كل منظمات المجتمع المدني إلى تبني المقاومة في أراضي كردستان». وفي إحصاءٍ لها؛ أفادت وكالة «الأناضول» الرسمية للأنباء بأن 49 مقاتلاً من حزب العمال لقوا حتفهم في الجزيرة و6 في سيلوبي، بينما أصيب 19 من أفراد قوات الأمن واحتُجِزَ 3 مسلحين. وتخضع البلدتان إلى حظر تجوُّل منذ ليل الإثنين الماضي قبل العملية التي قالت وسائل الإعلام إن 10 آلاف من قوات الجيش والشرطة يشاركون فيها بدعمٍ من الدبابات. وركز حزب العمال عملياته أغلب الوقت على قرى جنوب شرق البلاد، لكنه نقلها إلى بلدات في المنطقة في السنوات الماضية، وردَّت أنقرة بعمليات ملاحقة. وفي مؤتمره في ديار بكر؛ أعاد دمرداش التأكيد على اعتقاد حزبه أن الحكم الذاتي الذي ينشده كثير من الأكراد هو النموذج السليم. وتحدَّث عن «قرارات مهمة بشأن تشكيل حكومة ذاتية» ستُتخَّذ في مؤتمر في ديار بكر هذا الشهر. وشدَّد «نريد العودة إلى عملية تفاوض جيدة يتم فيها مناقشة الحكم الذاتي والحكومة الذاتية». وتصنِّف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني منظمةً إرهابية.