سجَّلت الأحساء أول إعلانٍ عن فوز سعوديات في الاقتراع البلدي، إذ أفادت اللجنة المحلية للانتخابات فيها بتمكُّن المرشحتَين، سناء الحمام، ومعصومة عبدرب الرضا، من حيازة مقعدَين، فيما ذهبت 32 مقعداً أخرى في المجلس البلدي للمحافظة إلى مرشحِين رجال. ومع ظهر اليوم الأحد؛ ستتضح الحقيقة الكاملة بشأن تقبُّل المجتمع وصول المرأة إلى موقع «بلدي» مؤثِّر عبر الانتخاب. ومنذ الثامنة من صباح أمس، وحتى الخامسة مساءً؛ ابتلعت الصناديق في جميع المراكز الانتخابية في المملكة آلاف البطاقات مخبِّئة نيات التصويت، لتكشف عنها اللجان المشرفة تدريجياً مع بدء الفرز، على أن تُعلَن النتائج النهائية ظهر اليوم، وفق تأكيد اللجنة العامة. وبدا الإقبال خجولاً على التصويت في معظم المراكز الانتخابية، التي زارتها "الشرق"، لكن إحصاءاتٍ رسمية صدرت تِباعاً، أظهرت زيادةً تدريجية في أعداد الناخبين والناخبات. وبلغ عدد المقترعين في نطاق أمانة الشرقية 92 ألفاً و389، بنسبة مشاركة تصل إلى 41.5% من إجمالي المقيَّدين في جداول الناخبين، بحسب أمانة المنطقة، التي بثَّت إفادات متلاحقة، أشارت إلى زيادات تدريجية في أعداد المشاركين. ووصف أمين المنطقة، المهندس فهد الجبير، نسبة الإقبال بالجيدة والملحوظة، خصوصاً من الشباب، مشيراً إلى تفاوتها من محافظة إلى أخرى. ولاحظ الجبير، في تصريحات صحفية ل "الشرق"، ازدحام بعض المراكز الانتخابية في المنطقة قبل نصف ساعة من فتح باب التصويت. وأكد عدم رصد أي مخالفة، داعياً المرشحين الذين سيحوزون على ثقة المواطنين إلى التوافق على الخطط والاستراتيجيات والابتعاد عن الضوضاء والتراشق الإعلامي. ودار نقاشٌ بين المهتمين بالانتخابات في الأحساء حول معيار اختيار المرشح الأصلح. وتباين معيار الاختيار بين ناخب وآخر، إذ ركَّز بعضهم على عنصر الشباب، فيما اختار بعضهم الآخر المرشح على أساس السيرة الذاتية، أو المعرفة الشخصية. وذكر عضو في المجلس البلدي الحالي للمحافظة أنه اختار بناءً على المعرفة الشخصية بالمرشحين، ما أتاح له منح صوته إلى مَنْ رآه أقدر على خدمة المواطن. في المقابل؛ أرجع مواطنون في الدمام، لم يدلوا بأصواتهم، عزوفهم إلى أسبابٍ تراوحت بين غياب الثقة في المرشحين، وعدم تحقيق المجالس إنجازات في دورتَيها السابقتين، والانشغال بالأعمال. وأقرَّت مديرة مركز انتخابي في حاضرة الدمام بتخوُّف بعض الرجال، وحتى بعض النساء، من تصويت المرأة "باعتبار أن التجربة جديدة على مجتمعنا". وأبدت قناعةً بأن شريحة مجتمعية لم تتقبل بعد فكرة وجود المرأة في المجلس البلدي ظناً منها أن مشاركتها فيه تعني الاختلاط، داعيةً إلى تشكُّل ثقافة مجتمعية مفادها أن دور النساء في المجتمع لا يجلب بالضرورة سفوراً أو اختلاطاً. وفيما تباين عدد الأصوات من محافظة إلى أخرى؛ أجمع الناخبون على سلاسة عملية الاقتراع، خصوصاً بعد التركيز على الإيضاح المسبق لخطواتها.