أعلن ممثلون عن الأطراف المعنية في الأزمة الليبية أمس في تونس التوصل إلى إعلان مبادئ لاتفاق سياسي يفترض أن يقره البرلمانان المتنازعان في ليبيا لإنهاء النزاع الذي يمزق البلاد. وقال إبراهيم عميش رئيس لجنة المصالحة والعزل في البرلمان الذي يباشر عمله من مدينة طبرق في مؤتمر صحفي بالعاصمة التونسية «وقَّعنا بياناً أو اتفاق تفاهم نحن نعلن عنه ولكن تنفيذه سيتم بعد اعتماده من كل من مجلس النواب والمؤتمر الوطني». وأضاف «ثم نشرع مباشرة في تشكيل حكومة توافق وطني عبر النقاش والتوافق مع كل الأطراف، وأعتقد أن هذا اللقاء سيوقف كل الألسن التي تعمل وفق أجندات غير وطنية وغير ليبية». وأوضح «هذا الاتفاق وهذا الزخم حوله قد يكون دعماً للاتفاق وضغطاً لكل الأطراف من مجلس وطني ومجلس النواب لتأكيده». وتضمن الاتفاق تهيئة المناخ لإجراء انتخابات تشريعية في ليبيا خلال عامين كحد أقصى وتشكيل لجنة تتولى بحث الدستور. كما نص الاتفاق على تشكيل لجنة من عشرة أعضاء تتولى المساعدة في اختيار حكومة وفاق وطني ونائبين لرئيس الحكومة خلال أسبوعين. وصرح عوض محمد عوض عبدالصادق نائب رئيس برلمان طرابلس الذي لا يعترف به المجتمع الدولي، أن إعلان المبادئ يشكل «لحظة تاريخية انتظرها الليبيون وانتظرها العرب وانتظرها العالم». وأضاف في ختام مباحثات بين ممثلي البرلمانين في قمرت في ضاحية العاصمة التونسية أنها «فرصة تاريخية» لن تسنح ثانية. ولم يتضح على الفور إن كان إعلان المبادئ لقي موافقة مسبقة من سلطات الطرفين في ليبيا، التي لم تصدر تعليقاً. من جهة أخرى، أعلن أمين عام الحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ في مقابلة نشرت أمس أن الحلف مستعد «لمساعدة» حكومة وحدة وطنية ليبية إن طلبت ذلك، علماً أنه يرفض أي عملية عسكرية للحلف في هذا البلد. وأوضح ستولتنبرغ في المقابلة مع صحيفة ريبوبليكا وصحف أوروبية أخرى «في ليبيا نحن مستعدون لمساعدة حكومة وطنية إن طلبت منا ذلك»، علماً أنه من المقرر انعقاد مؤتمر دولي في 13 ديسمبر في روما لإعطاء زخم لاتفاق حول حكومة وطنية. لكنه أضاف «لا نتحدث عن عملية عسكرية كبرى في ليبيا، فأنا في النهاية لست مستعداً للتوصية بها. لكن إن تم تشكيل حكومة وحدة وطنية فسنكون مستعدين لدعمها عبر تقديم المساعدة». من جهة أخرى، علق رئيس الحكومة الإيطالي ماتيو رنزي في صحيفة كورييري ديلا سيرا على غياب الرد العسكري الإيطالي على تنظيم داعش. ولفت في المقابلة المنشورة أمس إلى الحالة الليبية معرباً رفضه أي تدخل عسكري في ليبيا. ودعت إيطاليا إلى جانب الولاياتالمتحدة إلى مؤتمر في روما لحث الأطراف الليبية على إبرام اتفاق في أسرع وقت لتشكيل حكومة وحدة وطنية تُعَدُّ «القاعدة الوحيدة للتصدي» لتنظيم داعش، بحسب وزير خارجية إيطاليا باولو جنتيلوني.