شهدت أواخر الثمانينيات الميلادية تأخراً واضحاً في المسرح العربي (المصري)، وأدت ندرة النصوص الإبداعية ذات القضايا الحيوية إلى كثير من التهريج حد الإسفاف في الأعمال المسرحية، وكل ذلك للرغبة في الحضور وحصد المال ولو على حساب القيم الأخلاقية والمجتمعية؛ الأمر الذي أدى إلى إحجام كثيرين عن الحضور للمسرح احتراما لأنفسهم من كلمة خادشة للحياء جراء هذا الإسفاف الذي لم يجد سوى الإيحاءات الجنسية المكشوفة حد الابتذال لكسب مزيد من الحضور طلبا للمال. تذكرت هذا المشهد بعد تردي الخطاب الوعظي – مؤخرا – وسقوطه في فخ الإيحاءات الجنسية والأدهى والأمر أنها إيحاءات جنسية شاذة!! لقد تكرر تداول مقاطع ومشاهد عديدة لبعض الوعاظ؛ ولا تفسير عندي لذلك الأمر سوى شهوة الواعظ للحضور والرغبة في كسب الجمهور حتى ولو كان ذلك على حساب الأهداف السامية للوعظ والدعوة التي غيبها هذا الاندفاع المحموم لإضحاك الجمهور! ويبقى السؤال المحير: هل ينبغي أن يرتقي المنبر بلغة الشارع أم تسقط اللغة (الشوارعية) المنبر الوعظي بفعل أناس لم يفرقوا بين العام والخاص وبين خفة الظل وخفة العقل!!