شدَّدت قيادة التحالف العربي على أهمية تنسيق الهيئات والمنظمات الإنسانية معها مُسبَقاً قبل اختيار أماكن الوجود داخل المدن اليمنية، داعيةً إلى الابتعاد عن أماكن وجود الميليشيات الانقلابية، في وقتٍ واصل الحوثيون استهداف أحياءٍ سكنيةٍ في مدينة تعز بقذائف الهاون. وأكدت قيادة التحالف، في بيانٍ لها أمس الجمعة، تطلُّب ظروف العمليات النشطة الجارية حالياً في تعز (غرب) أقصى درجات الحيطة والحذر عند أي تحركات داخل المدينة خصوصاً في ظل الاستهداف الممنهج والمتعمد للتجمعات السكنية من قِبَل الميليشيات. وأشار البيان إلى اتخاذ كافة الإجراءات الممكنة للتأكد من دقة تحديد وإصابة الأهداف تجنباً لأي أضرار جانبية. وأفاد بتشكيل قيادة التحالف لجنة لتقصي حقيقة ما ذكره السكرتير العام للأمم المتحدة عن إصابة عيادةٍ متنقلةٍ تابعةٍ لمنظمة «أطباء بلا حدود» في تعز، لافتاً إلى مبادرة الجهات المعنيَّة في القيادة بالتواصل مع المسؤولين في «أطباء بلا حدود» لاستيضاح الأمر والحصول على مزيد من المعلومات وتحديد زمان ومكان الحادث وملابسات ما ذُكِرَ؛ رغبةً في الوصول إلى الحقائق كاملةً وإعلانها بكل شفافية ووضوح للرأي العام المحلي والدولي في إطار استشعار التحالف مسؤولياته في هذا الشأن. وأبدى البيان تقديراً لجهود «أطباء بلا حدود» في سبيل رفع المعاناة عن الشعب اليمني. في غضون ذلك؛ قُتِلَ 3 مدنيين وأصيب 5 آخرون بجروح في قصف عشوائي شنته ميليشيات «الحوثي- صالح» على أحياء سكنية في تعز. وذكر مصدر في المقاومة التعزية أن القصف الحوثي بقذائف الهاون استهدف أمس أحياء «الثورة»، و»الموشكي»، و«الكمب»، و«عصيفرة» وقرى جبل صبر. ومن بين القتلى امرأةٌ في منطقة الأقروض في جبل» صبر» تمَّ استهدافها برصاص قناصٍ تابعٍ للميليشيات. ووفقاً لسكان محليين؛ فإن قذائف الهاون التي تطلقها القوات المتمردة لا تزال تتساقط على أحياء «عصيفرة» و«الدحي»، ما أسفر عن تضرر عشرات المباني السكنية التي نزح سكانها منها هرباً من القصف. سياسياً؛ بحث وزير الخارجية اليمني نائب رئيس الوزراء، عبدالملك عبدالجليل المخلافي، ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في الرياض أجندة وجدول أعمال مشاورات جنيف. ونبَّه الوزير، المُعيَّن قبل أيام، إلى أهمية تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2216 والقرارات ذات الصِلة ك «خيار وحيد لتجنيب الشعب ويلات الحرب»، داعياً الانقلابيين إلى تنفيذ ما ورد في القرارات. وجدَّد المخلافي التأكيد على حرص الحكومة الشرعية على السلام والوئام لإخراج البلاد من جحيم الاحتراب، لافتاً إلى جديتها في التعاطي الإيجابي مع كل الجهود الدولية الهادفة إلى تحقيق السلم وتطبيق قرارات الشرعية الدولية. وينص القرار رقم 2216، الصادر عن مجلس الأمن في منتصف إبريل الماضي، على سحب الميليشيات عناصرها من المدن، وتسليم الأسلحة والمعسكرات إلى سلطة الدولة. نص بيان التحالف بسم الله الرحمن الرحيم اطلعت قيادة التحالف على ما ذكر على لسان الناطق باسم معالي السكرتير العام للأمم المتحدة حول إصابة عيادة متنقلة تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود في مدينة تعز وقيادة التحالف؛ إذ ترحب وتقدر الجهود التي تقدمها منظمة أطباء بلا حدود في سبيل رفع المعاناة عن الشعب اليمني؛ لتؤكد أن ظروف العمليات النشطة والجارية في تعز حالياً تتطلب أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر عند أي تحركات داخل المدينة، لا سيما في ظل الاستهداف الممنهج والمتعمد للتجمعات السكانية من قبل الميليشيات الحوثية. وقيادة التحالف تؤكد أنها تتخذ كافة الإجراءات الممكنة للتأكد من دقة تحديد وإصابة الأهداف تجنباً لأي أضرار جانبية لا سمح الله. وبناءً عليه فقد شكلت قيادة التحالف فور ورود تلك الأنباء لجنة لتقصي حقيقة ما تم ذكره والتأكد من صحة ذلك، كما بادرت الجهات المعنية في قيادة التحالف بالتواصل مع المسؤولين في منظمة أطباء بلا حدود لاستيضاح ذلك الأمر وللحصول على مزيد من المعلومات وتحديد زمان ومكان الحادث وملابسات ما ذكر رغبة في الوصول للحقائق كاملة وإعلان ذلك بكل شفافية ووضوح للرأي العام المحلي والدولي، ويأتي ذلك في إطار استشعار التحالف لمسؤولياته في هذا الشأن. كما تؤكد قيادة التحالف أهمية قيام الهيئات والمنظمات الإنسانية بالتنسيق المسبق معها قبل اختيار أماكن الوجود داخل المدن اليمنية والبعد عن أماكن وجود الميليشيات الحوثية، وذلك تجنباً لأي أضرار جانبية لا سمح الله، والله الموفق.