أن تكون أخاً للشيطان؛ فهذه صفة بشعة تجعل صاحبها يتدارى خلف اسم مستعار، ويتبع منهج «إذا بليتم فاستتروا»، حتى يتخلص من الابتلاء ويتشافى منه، خاصة إذا كان الوصف في قرآن كريم يتلوه الملايين في قوله تعالى:»إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين»، على العكس من ذلك؛ يظهر بعض الناس بكامل هيبتهم وهيئتهم في وسائل التواصل الاجتماعي متفاخرين بأخُوّتهم للشياطين، وبالسير على ملتهم في الإسراف والتبذير، يتبجحون بساعاتهم الثمينة، وشنطهم الفاخرة، وسياراتهم النادرة، وقصورهم العاجية، وأثاثهم المذهب، وحفلاتهم الباذخة، وثيابهم وفساتينهم المطرزة، حتى انحط بهم التفاخر إلى الأحذية. هؤلاء المتباهون لديهم مشكلة في فهم ماهية الحياة، يرونها على شكل سوق، أفضل الموجودين فيه من يحمل أكياساً من البضائع الثمينة، لم يحاولوا الخروج من هذا السوق ليروا حقيقة الحياة، ويبحثوا عن السعادة في العيش ببساطة، وتجنب كل ما يلوث النفس من نفاق اجتماعي وتباهٍ وغرور. لم يرتد الملياردير سليمان الراجحي ثوباً مطرزاً، ويملأ الدنيا بشواهد ثرائه ليقول إنه غني، ولم يحتج المليارديري رئيس «أبل» ستيف جوبز سوى بنطلون «جينز» وقميص أسود طويل الكمين ليظهر أمام عالم ينتظر جديد منتجاته، وبيل جيتس المليارديري التقني الآخر لم يروج لنفسه بالبذخ والإسراف، هكذا هم الكبار بأعمالهم صغرت في عيونهم مظاهر البذخ، أما من تصاغر في نفسه فسيتفاخر على غيره.