أعلن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش استعداد بلاده للمشاركة في أي جهد دولي «يتطلب تدخلاً برياً» لمكافحة الإرهاب، بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء الإمارات الرسمية أمس. والمسؤول الإماراتي المنضوية بلاده في الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن ضد تنظيم داعش، والتحالف العربي بقيادة السعودية ضد المتمردين الحوثيين اليمنيين، خصص جانباً أساسياً من تصريحاته للنزاع السوري. وقال قرقاش أمام صحافيين الأحد «لا يوجد حل عربي نستطيع تصديره لمعالجة التطرف والإرهاب في العالم، يجب على جميع الدول بذل الجهد على مستوى دولي مشترك لمواجهة التطرف»، بحسب الوكالة. وأضاف «نحن نعمل من خلال تجربة الإمارات على تقديم المساعدة في مواجهة التطرف كوننا جزءاً من التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب». ونقلت الوكالة عن قرقاش «استعداد الإمارات للمشاركة في أي جهد دولي يتطلب تدخلاً برياً لمحاربة الإرهاب، مشدداً على أن دول المنطقة تحمل جزءاً من العبء»، معتبراً أنه «لا مجال لتدخل أجنبي كالتدخل الأمريكي لتحرير الكويت (إثر الاجتياح العراقي لها عام 1991 في عهد الرئيس الأسبق صدام حسين)، حيث لم يعد هذا السيناريو مجدياً». في المقابل، رأى قرقاش أن «التحالف العربي في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية هو النموذج البديل لنا كدول». وأعرب قرقاش، بحسب الوكالة، عن «قلقه تجاه الإستراتيجية العالمية لمحاربة الإرهاب التي لم تعد مجدية أو كافية»، مؤكداً أن «حل الأزمة السورية هو مفتاح نجاح هذه الحرب». واعتبر أن «مصير الأسد وموقعه في المرحلة الانتقالية ومخرجه من بعدها هو ما يعرقل حل الأزمة السورية، وبالتالي نجاح الحرب على الإرهاب». ويشكل مصير الرئيس السوري أبرز نقاط الخلاف بين الدول المعنية بالنزاع، الذي أودى بأكثر من 250 ألف شخص، بين الدول المطالبة برحيله كالدول الغربية والخليجية، والدول الداعمة له كإيران وروسيا التي بدأت نهاية سبتمبر شن غارات في سوريا. وتعليقاً على الضربات، اعتبر قرقاش أن أي تدخل «سيعقد المشهد سواء كان من روسيا أو من أي طرف آخر، غير أننا نتفق على أن أحداً لن يستاء من القصف الروسي ل داعش أو القاعدة فهو قصف لعدو مشترك». وشدد قرقاش على «أننا لا نريد أن تتفكك المؤسسات الحكومية السورية، ويجب أن تكون هناك مرحلة انتقالية، إلا أننا لا نملك إجابات نهائية بالنسبة للأزمة السورية فالوضع ما زال معقداً».