من أكثر الممارسات والسلوكيات عدائية هي الردود والتعليقات التي تنشر حول ما يكتبه الكتّاب والمستخدمون، بما في ذلك في مقهى «تويتر» العجيب الذي لم يَعُدْ لدينا مقهى غيره، وما تحمله هذه الردود من الخطورة والضرر والأذى في كلّ مكان ومناسبة! إذ ليس مُهمّاً أن نتّفقَ على شيء فنحنُ جميعاً لا نتّفقُ على أيّ شيء. نحنُ مجبولون على ذلك، وانتهى الأمر، ولكنّنا عندما نبدأُ بالتعليق على «تغريدة» ما في مقهى «تويتر»-حتّى وإن كانت نكتة- فإنّنا لا نلتزمُ في الغالب بأي رقابة أخلاقية على الذات، ولا نستخدمُ أيّ نوعٍ من أنواع الضوابط والكوابح، ولا نحتمي بأي مصدّات. أعترفُ بأني لستُ رياضية، ولكن رغم ذلك يعجبني «مشاكسة» مشجّعي فريق الهلال؛ ليس لأنّهم رياضيون وعُشّاق لكرة القدم، بل لأنه لا يهمّهم أن يفوز فريقهم المفضل بقدر ما يهمهم أن يُحرزَ الأهداف وحده، وأن لا يسجل هدفا أحدٌ غيره كما أنني أعترف بأن هدفي من الكتابة في موضوع كهذا، ليس استعراض عضلاتي في كلّ المواضيع، فأنا كائنٌة وحيدُة الخليّة ولا عضلات لديّ أصلاً! ولكنّني أريدُ إشاعة الحقيقة بعيداً عن التعصب الرياضي فأنا محايدة بعدم تشجيعي أي فريق. وليس هدفي من قول هذه الحقيقة إضفاء القليل من البهجة المفقودة في صحرائنا القاحلة، ولا تصعيد حدّة المناكفة غير السياسية، أو استفزاز «الخصوم» ولا شيء! ولهذا فإن الحقيقة المرة التي لا يمكن تجاهلها هي أن الهلال ليس فريقاً سيّئاً؛ وأسباب ذلك عديدة: منها أن ناصر الشمراني شابٌ ذو شخصيّة استعراضية، وأنّ الفريق يلعب طيلة وقت المباراة من أجله، ومن أجله فقط. أي من أجل أن تُحرز الأهداف له في مرمى الفرق المنافسة حتى وإن خسر فريق الهلال المباراة في نهاية المطاف، لأن هذا النوع من الشخصيات لا يمكن مقاومته أو الصمود أمامه، وبالتالي ليس علينا سوى أن نصفّق أو نهتف له، مهما كانت العواقبُ وخيمة. أمام هذه الحقيقة المرة من الصعب أن يخسر الهلال؛ وذلك لأنّهُ عندما لا تصبُّ ظروف المباراة في صالحه وتكون خسارته مؤكدّة، فإنّ حكم المباراة سيمنح الهلال أربع ركلات جزاء، ويطرد ثلاثة لاعبين من الفريق المنافس، عندها ستنتهي المباراة «بالضرورة» بفوز فريق الهلال 4 – 0 ونصيحتي هي: إيّاكُم أن تلعبوا كما يلعب فريق «النصر». وأسبابُ ذلك عديدة أيضاً. ومنها، وأهمّها، أن الفرق المنافسة ستجعل «أثخن» لاعبيها و«أشجعهم» يُطاردُ اللاعب المحترف والقنّاص إبراهيم غالب، ولن يهدأ للفريق بال إلا بعد أن يُضربَ إبراهيم غالب 50 «شلوتاً» على الأقل في أقل من 90 دقيقة، ليغيب هذا الأخير «بالضرورة» ثمانية أسابيع عن الملاعب. أمّا عندما يبدو أن النصر سيفوز بالمباراة، فإنّ الحكَم سيطرد جميع لاعبي النصر، وسيخسر النصر المباراة «بالضرورة».. 4 – 0. قارئي العزيز: عندما ترغبُ بالتعليق على مقالة كهذه أو تقوم بالردّ على تعليقٍ كتبهُ أحدهم بصدده فتريّثْ قليلاً، ولا تستخدم «البوكسات» المباشرة إلا عند الضرورة القصوى.