بدأ عددٌ من المحافظين في الولاياتالمتحدة اعتبار متصدِّر المرشحين الجمهوريين للرئاسة، دونالد ترامب، رجلاً فاشياً، بسبب تصريحاته التي تزداد حدَّة، في وقتٍ تكثَّفت الحملات الدعائية ضده. ومؤخَّراً؛ اقترح ترامب، وهو قطبٌ في قطاع العقارات، تسجيل المسلمين في قاعدة بيانات خاصة، مكرِّراً التأكيد أنه شاهد عرباً في نيوجيرسي يبتهجون مع سقوط برجي مركز التجارة العالمي في 2001، لكن روايته افتقرت إلى إثباتات. ودفعت هذه التصريحات أعضاءً من داخل حزبه إلى التساؤل عما إذا كان يلتزم قيم الديمقراطية. ويحذر خبراءٌ في شؤون الجمهوريين من احتمال إلحاق ترامب ضرراً طويل الأمد بالحزب، ويعتقدون أن ترشيحه كفيلٌ بتسليم البيت الأبيض إلى المرشحة الديمقراطية البارزة، هيلاري كلينتون. واتفقت فِرَقٌ داخل الحزب الجمهوري على الحاجة إلى معارضة ترشيح الملياردير الشهير. وذهب بعض المحافظين البارزين إلى ما هو أبعد، مُطلقِين عليه أوصافاً تعدُّ من المحرَّمات. وفي تعليقٍ له على موقع «تويتر»؛ كتب المؤرخ العسكري، ماكس بوت، إن «ترامب فاشي، أنا لا أستخدم هذا الوصف باستهتار أو غالباً، لكنه استحقه». ويعمل بوت مستشاراً سياسياً لمرشح جمهوري منافس هو ماركو روبيو. وعلَّق مستشار الأمن القومي لدى المرشح المحافظ جيب بوش، جون نونان، على مقترح تسجيل مسلمين في قاعدة بيانات بقوله إن «التسجيل القسري لمواطنين استناداً إلى الهوية الدينية هو فاشية بحتة». ورأت صحيفة «نيويورك تايمز» في افتتاحيتها الثلاثاء الماضي أن «الأسبوع الفائت من الحملات الانتخابية هيمنت عليه أكاذيب دونالد ترامب العنصرية». واستخدمت صحيفة «سياتل تايمز» عبارات حادة مشابهة في مقالٍ الأربعاء ندَّد بنشر قطب العقارات «أكذوبات تثير الغضب تلو الأخرى». واعتبرت أن حملته الانتخابية تعكس نوعاً من الفاشية الزاحفة التي ينبغي رفضها. يأتي ذلك بينما أبدت بعض الحملات لمرشحين رئاسيين آخرين من «الجمهوري» تردُّداً في مواجهة ماكينة ترامب مباشرةً. لكن جيب بوش، الذي يعاني لإحراز تقدُّمٍ في السباق، صعَّد انتقاداته، مبلغاً قناة «فوكس» الإخبارية الأربعاء بأن «ترامب يخلق كوناً موازياً بخطابه القاسي ولا سيما فيما يتعلق بالمسلمين». ووصف بوش الحديث عن ابتهاج البعض لهجمات سبتمبر ب «أقوال لا معنى لها». ويعتقد كثيرٌ من الجمهوريين على غرار حاكم ولاية نيوجيرسي، كريس كريستي، أن المناخ السائد بعد هجمات باريس سيدفع بالناخبين نحو سياسيين أكثر خبرة. لكن حملة الملياردير الشهير تتصدر حتى الآن جميع الاستطلاعات الحديثة على الرغم من إثبات جهات تدقيق المعلومات خطأ كثير من تصريحاته. وقال ترامب في تجمع انتخابي في كارولاينا الجنوبية الثلاثاء «يقولون إن ترامب يمكنه فعل أي شيء تقريباً، ولا أحد يتركني، هذا صحيح». في المقابل؛ برزت معلومات حول إعداد مجموعات جمهورية سلسلة إعلانات تهاجمه. وبين هذه المجموعات لجنة سياسية مرتبطة بمجموعة الاقتصاد المحافظة «كلاب فور جروث». كما برز أخيراً عددٌ من التسجيلات المناهضة لترامب، على غرار إعلان قصير على الإنترنت لمدة دقيقة أطلقه حاكم أوهايو، جون كيسيك، ويربط فيه ألمانيا النازية والمرشح المتصدر لنايات التصويت بين الجمهوريين. ويبدو في الإعلان الكولونيل في سلاح الجو الأمريكي، توم مو، وهو يعيد صياغة عبارة شهيرة للقس الألماني، مارتن نيمولر، ضد النظام النازي. ويقول مو، وهو أسير حرب سابق لدى فيتنام، في الإعلان «قد لا تعبأون بقول دونالد ترامب إن على المسلمين تسجيل أنفسهم لدى حكومتهم لأنكم لستم منهم، وقد لا تعبأون بقوله إنه سيعتقل جميع المهاجرين ذوي الأصل اللاتيني، لأنكم لستم منهم». ويخاطب الكولونيل الناخبين قائلاً «لكن فكِّروا بهذا: إذا واصل ذلك، وأصبح رئيساً، فربما قد يبدأ باستهدافكم أيضاً، آنذاك ستتمنون لو بَقِيَ أحدٌ ما ليساعدكم».