عرَّف الرئيس التنفيذي لشركة "تطوير" للخدمات التعليمية، الدكتور محمد الزغيبي، مدرسة المستقبل بأنها مؤسسة تعليمية تتمتع بدرجة استقلال عليا وتُخطِّط وتنفِّذ وتقوِّم أداءها، فيما ربط بين النموذج المدرسي المستهدَف وتَشكُّل بيئة متجدِّدة للتعلُّم. وأوضح الزغيبي أن مدرسة المستقبل تخلق شراكةً مع المجتمع، بينما يؤدِّي مديرها والمعلِّمون الأوائل فيها أدوار المشرِف والموجِّه والمقيِّم والمحفِّز للإبداع والتميُّز، بحيث يصبِح التدريس ممارسةً تعاونيةً. وتحدَّث، خلال مشاركته أمس في ملتقى تبادل الخبرات السنوي بين وحدات البرنامج الوطني لتطوير المدارس، عن عناصر ينبغي توافرها في النموذج المدرسي المستهدَف "ويأتي في مقدِّمتها تَشكُّل بيئة متجدِّدة للتعلُّم يمكن تعميمها على جميع المدارس، يليه وضع المتعلِّم في بؤرة الاهتمام والتدرج في تطوير النظام التعليمي كاملاً وصولاً إلى مراعاة ظروف الواقع، مع العمل على التطوير في بيئة محفِّزة". لكنه ذكر أن هذا النموذج لا يعدُّ منتَجاً نهائياً في حد ذاته "بل هو وعاء للتطوير وخارطة استرشادية توجِّه باقي الاستراتيجيات والبرامج والمشاريع في استراتيجية تطوير التعليم العام". وتطلَّع الزغيبي إلى تحوُّل مدارس "تطوير" إلى نموذجٍ يُحتذَى به وتُعمَّمُ تجربته على كافة مدارس البنين والبنات في المملكة. وانطلقت فعاليات ملتقى تبادل الخبرات السنوي في فندق "ميرديان" في الدمام بمشاركة مدير عام "تعليم الشرقية"، الدكتور عبدالرحمن المديرس، ومديرَي وحدة تطوير المدارس في المنطقة لقطاعي البنين والبنات، مريع الألمعي وجميلة الشهري، إضافةً إلى مديري ومديرات وحدات تطوير المدارس في المناطق والمحافظات. وأكد الدكتور عبدالرحمن المديرس أن الدعم غير المحدود الذي يقدِّمه خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده وولي ولي العهد لقطاع التعليم؛ يُلقِي على عاتقنا جميعاً مسؤولية كبرى للنهوض بجودة القطاع والاستثمار الأمثل في أبنائنا الطلاب والطالبات باعتبارهم حجر الزاوية في التنمية المستدامة. ولاحظ أن التعليم يشهدُ اليوم تحدياً حقيقياً "خصوصاً أننا مع مرحلة جديدة تتطلب الجودة في التعليم النوعي لنلحق بركب عام 1444ه؛ الموعد الذي سيحوِّل بلادنا الحبيبة إلى مجتمع المعرفة". ويستمر الملتقى يومين، وتُطرَح خلاله 4 أوراق علمية و8 تجارب مع عقد 16 ورشة عمل تطبيقية لتبادل الخبرات بين وحدات البرنامج الوطني لتطوير المدارس. واعتبر المسؤول في وحدة تطوير المدارس في الشرقية، مريع الألمعي، أن الملتقى أخذ مساراً حيوياً ودخل في رهان جاد لجعل برنامج تطوير المدارس دعامة حقيقية لمفهوم المجتمعات المتعلمة و"العمل على بناء هيكل تنظيمي يساعد المدرسة والعاملين فيها على تحقيق رؤية التعليم والتحول إلى مجتمع المعرفة".