يشكل المطار البوابة الرئيسية لواجهة الدول، وبالتالي فهو يعكس صورة مصغرة عن طبيعة الدولة من الناحية الاقتصادية والثقافية والسياحية، فمطارا دبي وهيثرو يعطيان للزائر بهجة وانشراحاً وإعجاباً بالعمل الدقيق والمنظم والنظافة والتعامل الراقي. كتب الكثير عن الحال المتردية لمطار الملك خالد مُنذ سنوات، ولايزال الوضع كما هو عليه .. المطار مُحبط ويسكب في عقل الزائر أن البلد يعيش الفوضى وعدم النظافة وقلة الترتيب والإهمال. شاشات لا تعمل، ومدخنون في الممرات، وقذارات مرمية، وموظفون وجوههم مكفهرة، وفوضى بين العمالة، وكراسٍ تالفة، هذا هو حال المطار. اليوم أتوقف عند أمر مقزز ومؤلم وهو دورات المياه -أكرمكم الله- في المطار .. هذا المكان الذي ما إن يحتاجه الفرد إلا ويشعر بالأسى بسبب المعاناة التي يواجهها مع القذارة وعدم النظافة .. فالروائح تستقبل الشخص قبل الانعطاف للدورات، وما إن يدلف حتى يجد طابوراً طويلاً من الانتظار، والمصيبة تكمن عند الدخول، فمقاعد الحمام سوداء لا يمكن الجلوس عليها، وهي مصدر رئيسي للجراثيم .. والشيء المذهل هو وجود عمالة التنظيف ومع هذا لا وجود للنظافة! طبعاً هذه القذارة من المستحيل أن تجدها في الصالات التنفيذية؛ لذا فالمسؤول لا يعلم عما يحدث في دورات مياه المواطنين العاديين .. إنني أتحدى كبار منسوبي هيئة الطيران المدني أن يدخلوا دورات المياه يومي الخميس والجمعة تحديداً، أما بقية الأيام فمن الممكن بعد (دق اللطمة)! نتأمل كثيراً بهيئة الطيران بعد انفصالها عن وزارة الدفاع، أما بقاء الوضع كما هو عليه فيدعوني أن أقترح على الهيئة فتح مخارج برية للصحراء لمن يريد أن يقضي الحاجة في مكان نظيف بعيداً عن الروائح الكريهة وأقل جراثيم، وذلك عبر نشر كتيبات صغيرة تشرح كيفية عملية الاستنجاء بالماء والاستجمار بالأحجار!